إدريس المؤدب “
دورية تحت إشراف قائد الملحقة الإدارية ، تتكون من الشرطة الإدارية وممثل عن رئاسة المجلس الجماعي بمدينة جرسيف ، وأثناء قيامهم بجولة روثينية داخل المدينة يتفاجؤون بأسرة تتكون من أب يعاني من مرض عضال وزوجته العاملة في الضيعات الفلاحية وخمسة أطفال ، يفترشون الأرض وهم نيام ، وبعد استفسارهم من طرف قائد الملحقة الإدارية عن الظروف التي جعلتهم يبيتون في العراء ، تكلم الألم بغصة وألم يعتصر قلبه وقال ” بأن المرض نخر جسمه ولم يقوى على العمل ما جعله لايستطيع تأدية واجبات الكراء الشهرية بالبيت المكترى بمنطقة ولاد صالح بجماعة هوارة ولاد رحو ، فتم طرده من البيت هو وزوجته وأطفاله الصغار ، علما أن عمل الزوجة في الضيعات الفلاحية بالكاد يلبي مصاريف الأكل لأطفالهم الصغار .
تصريح الأب نزل كالصاعقة على كل أفراد الدورية ، فتم الإتصال مباشرة بمركز الإيواء الإجتماعي الذي استقبلهم مؤقتا ، على أن يتم النظر في أحوالهم من الجهات المسؤولة ، وإدماج الزوجة ضمن العمال العرضيين بجماعة جرسيف .
وقد علمنا من مصادرنا الخاصة أن أحد المحسنين من ساكنة مدينة جرسيف ، تطوع ومكن رب الأسرة من مبلغ 6000 درهم لتدبر أمر كراء بيت يجمعه بأسرته ، إلا أن هذا الحل يبقى مؤقتا بالنظر إلى أن الزوج لا يستطيع العمل ، والزوجة لا يمكنها أمام الغلاء الفاحش وارتفاع السومة الكرائية التي وصلت في أحياء على هوامش المدينة إلى ما يقارب 2500 درهما شهريا ، ما يسمح لها بتأدية واجبات الكراء ، الشيء الذي بإمكانه أن يصعب أكثر من إيجاد بيت في أي مكان .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.