ترامب يعيد رسم خارطة الاستثمار: الصحراء المغربية وجهة أمريكية واعدة

الداخلة – عزيز اليوبي

في تحوّل لافت يعكس تصاعد الاهتمام الدولي بالصحراء المغربية، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب دعمه لرفع كافة القيود التي كانت تحد من توجه الاستثمارات الأمريكية نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى رأسها جهة الداخلة وادي الذهب، مؤكدًا أن “المنطقة باتت توفر بيئة آمنة ومستقرة تجذب المستثمرين وتضمن العائد الاقتصادي”.

القرار وإن صدر من رئيس سابق، إلا أنه يُقرأ من طرف المراقبين كـ مؤشر سياسي واقتصادي بالغ الدلالة، خصوصًا وأن ترامب هو أول رئيس أمريكي يعترف رسميًا بمغربية الصحراء سنة 2020، واضعًا بذلك حجر الزاوية لتحول جذري في تعامل واشنطن مع هذا الملف الإقليمي الشائك.

الموقع الجيوستراتيجي للداخلة تُعد جهة الداخلة وادي الذهب اليوم من أبرز النقاط الساخنة في أجندة المستثمرين العالميين، بالنظر إلى موقعها الجغرافي المطل على العمق الإفريقي والمحيط الأطلسي، وتوفرها على بنيات تحتية قيد الإنجاز كميناء الداخلة الأطلسي، ومنطقة لوجستية ضخمة، ومؤهلات بحرية وطبيعية هائلة.

كما أن الاستقرار الأمني الذي تنعم به الجهة، مقارنة بمناطق أخرى في الساحل والصحراء، جعل منها نموذجًا ناجحًا في السياسة التنموية المغربية، وساحة واعدة للتعاون الاقتصادي الدولي، خصوصًا في مجالات الطاقات المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والسياحة البيئية، والصيد البحري.

شركات أمريكية على الخط من المرتقب أن تستفيد العديد من الشركات الأمريكية الكبرى من هذه الخطوة، خاصة تلك العاملة في قطاعات البنية التحتية، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا الزراعية. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن وفدًا اقتصاديًا أمريكيًا يعتزم زيارة الداخلة قريبًا لاستكشاف فرص الاستثمار، برعاية مؤسسة أمريكية معروفة.

من الاعتراف إلى الاستثمار خطوة ترامب، وإن جاءت خارج منصب الرئاسة، إلا أنها تعكس استمرارية توجه أمريكي واضح نحو الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم استقرارها، وهو ما يعزز الموقف المغربي على المستوى الدولي، ويفتح الباب واسعًا أمام شراكات اقتصادية استراتيجية بين الرباط وواشنطن، تتجاوز منطق التصريحات السياسية إلى أرض الواقع.

رسالة للعالم في نهاية المطاف، يبدو أن الداخلة لم تعد فقط عنوانًا جيوسياسيًا في خريطة الصراع الإقليمي، بل أصبحت مختبرًا حقيقيًا للتنمية والتعايش والاستثمار، ورسالة للعالم مفادها أن الاستقرار يولّد الفرص، وأن من يراهن على مستقبل الصحراء المغربية لن يخسر.