النهار نيوز المغربية ع الرزاق توجاني
المقال الاول من سلسلة عيش نهار تسمع اخبار ،
في سابقة تطرح أكثر من علامة استفهام، تحوّل مستشفى محمد السادس للأم والطفل بمدينة مراكش، وهو من المفروض أن يكون ملاذاً للراحة والاستشفاء، إلى ورشة بناء صاخبة تفترشها الفوضى والغبار وضجيج الحفارات، بعدما قررت الإدارة الشروع في أشغال إنشاء جناح جديد مخصص للأشعة (السكانير) وسط توافد المرضى والحوامل وحديثي الولادة.
القرار الذي اتخذته إدارة المستشفى دون مراعاة لحساسية هذا المرفق الصحي، فجّر موجة من الغضب والاستياء وسط المرضى ومرافقيهم، الذين باتوا يُجبرون على تحمل أصوات الآليات الثقيلة والحفارات، والغبار المتطاير، وكأنهم في موقع للبناء لا في مركز للاستشفاء.
الأدهى من ذلك، أن هذه الأشغال انطلقت منذ مدة طويلة دون أن تنتهي، وتسير بوتيرة بطيئة تثير الريبة، رغم أن المكان شديد الحساسية ويستقبل يومياً حالات صحية دقيقة تتطلب الهدوء والنظافة والرعاية المستمرة. هذا البطء يضاعف من معاناة المرضى ويؤكد غياب أي تخطيط عقلاني أو إحساس بالمسؤولية لدى الجهات المشرفة.
نساء حوامل، رُضّع، وأطفال صغار، وجدوا أنفسهم في قلب مشهد عبثي، حيث تختلط صرخات المرضى بأصوات التكسير، وتنعدم شروط السلامة والنظافة، في انتهاك واضح لحقوق المرضى وكرامتهم داخل مرفق عمومي يُفترض أن يكون مثالاً للهدوء والرعاية.
وفي الوقت الذي تُنذر فيه الأوضاع بتداعيات صحية ونفسية خطيرة على المرضى، تلتزم إدارة المستشفى الصمت المطبق، وكأنها فوق المحاسبة والمساءلة، فيما لم تسجل أي زيارة للجهات الوصية على القطاع لمعاينة هذا الواقع المزري.
فهل يُعقل أن تُنجز أشغال من هذا النوع في قلب مستشفى دون توفير أماكن بديلة آمنة للمرضى؟ وهل أصبحت راحة المواطن آخر همّ لدى المسؤولين على هذا المرفق الصحي؟ أسئلة تنتظر أجوبة صريحة من وزارة الصحة والجهات المعنية قبل أن تتحول هذه الفضيحة إلى كارثة أكبر.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
