ينظم المجلس العلمي لعمالة ومقاطعات الدار البيضاء آنفا والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، بنفس العمالة، وبتنسيق مع مختبر السرديات والخطابات الثقافية ندوة في موضوع ” صوفية البحر: التأسيس لحياة المعنى”، ضمن الملتقى السنوي الثاني للمجلس العلمي، وذلك يوم الجمعة 18 يوليوز 2025، ابتداء من الساعة الخامسة عصرا بفضاء سيدي عبد الرحمان بعين الدياب- الدار البيضاء. بمشاركة الأساتذة: عبد العزيز أيت سي، رتيبة ركلما، حكيم الفضيل الإدريسي، حسناء الزعرية الصادق، عبد الوافي مدفون، محمد أعزيز،رشيدة مدغري علوي، إدريس قصوري، شعيب حليفي.
وتأتي هذه الندوة في سياق فكري وروحي يروم إعادة مساءلة الذاكرة الصوفية المغربية، بوصفها خزانا غنيًا بتجارب العرفان وإعادة ربط هذه الذاكرة بالفضاءات الرمزية التي شكلت فضاءً لتكوين المعنى والتأمل الوجودي، وفي مقدمتها البحر.
إن البحر، في التقاليد الصوفية المغربية، لم يكن مجرد جغرافيا أو حدّا فاصلا بين اليابسة واللّايقين، بل هو مرآة للوجود، ومجال لتأسيس حياةٍ مفعمة بالمعنى؛ وقد اتّخذ العديد من الأولياء والمتصوفة المغاربة، على مرّ العصور، من ضفاف البحر الأطلسي والمتوسطي رباطًا ومقامًا، طلبا للخلوة، وتعبيرا عن الارتباط بالطمأنينة وانفتاحًا على الكينونة في أفقها الروحي الرحب.
في هذا الامتداد الرمزي، أصبح البحر فضاءً لتجربة الذات في أفق المطلق؛ مجالًا للفيض الإلهي، وللمجاهدة، وللإشراقات، وللرؤيا، وللسلوك نحو المقامات. وقد أضفى المتصوفة على المجال البحري دلالات وجودية وجمالية تحوّلت معها العلاقة بالمكان إلى معاناة لمعنى الحياة، لا مجرّد إقامة في المكان. هكذا صار البحر ليس فقط ساحة للتأمل، بل وسيلة لإعادة تشكيل علاقة الإنسان بالكون والخالق والنفس.
ويبرز هذا التفاعل بين الصوفي والبحر في التراث المغربي من خلال كثافة المزارات والأضرحة الممتدة على طول الساحل، وكذا في السرديات والنصوص التأملية التي نسجها المتصوفة حول البحر باعتباره رمزًا للعطاء اللامتناهي.
وتستمد هذه الندوة مشروعيتها من انفتاح المغرب الراهن على عمقه الإفريقي من خلال الساحل الأطلسي، وما يتيحه هذا الانفتاح من إمكانات لتفعيل الدبلوماسية الروحية وتعزيز الحوار الإنساني، وهي مجالات يجد فيها التصوف المغربي بَوصلته ومجاله الحيوي، خصوصًا عبر إمارة المؤمنين التي تشكل الضامن لهذا الامتداد الروحي والثقافي.
لذلك، تروم الندوة مساءلة العلاقة بين صوفية البحر والمعنى، واستنطاق هذه التجربة في أبعادها الرمزية والتربوية والأنثروبولوجية والمعرفية، من خلال المحاور الآتية:
-البحر بوصفه مجالا للتأسيس العرفاني لحياة المعنى.
-الدلالات الرمزية والروحية للفيض والماء في التجربة الصوفية المغربية.
-الأضرحة والزوايا الساحلية: الذاكرة، المعمار، الوظيفة.
-صوفية البحر والانفتاح على الساحل الإفريقي: التصوف باعتباره جسرا للمعنى والتواصل.
-البحر بوصفه مزارا ومرآة: التأمل والكرامة والمشاهدة في أدبيات التصوف المغربي.
البرنامج
س 17٫00: استقبال المشاركين والضيوف
س18٫00: الجلسة الافتتاحية
آيات بينات من القرآن الكريم.
النشيد الوطني
-كلمة اللجنة المنظمة بالمجلس العلمي لعمالة ومقاطعات الدار البيضاء آنفا. ( ذة. رشيدة مدغري العلوي)
-كلمة مختبر السرديات والخطابات الثقافية.(د. شعيب حليفي)
س 19٫00: الجلسة العلمية، تنسيق د إدريس قصوري
– د/عبد العزيز أيت سي: التصوف والبحر في المشروع الأطلسي: مقاربة تاريخية.
-دة/رتيبة ركلما: معمار صوفية البحر: نموذج رباط تيط.
-د/حكيم الفضيل الإدريسي: مجمع البحرين وطريق السعادتين.
-دة/حسناء الزعرية الصادق: صوفية البحر والعروج النفسي: نحو تطهير الذات في ضوء التصوف والمقاربات النفسية الحديثة.
– د/عبد الوافي مدفون: أولياء الرُّبُط ودورهم في تأثيث مجال الساحل: قراءة في الأبعاد التاريخية والأفاق التنموية.
-د/محمد أعزيز: البحر في الرواية العرفانية.
الاختتام بحصة من السماع والمديح.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

