الجولاني… من مغتصب الإيزيديات إلى السلطة. “دموع الإيزيديات لم تجف”

abdelaaziz613 يوليو 2025Last Update :
الجولاني… من مغتصب الإيزيديات إلى السلطة. “دموع الإيزيديات لم تجف”

بقلم: محمد اكن 

 

في زمن تختلط فيه المعايير وتسقط فيه القيم تحت ركام الحروب، لا عجب أن يتحول الجلاد إلى مسؤول، وأن يلبس القاتل ربطة عنق، وأن يصبح مغتصب الإيزيديات “رجل المرحلة”. تلك باختصار هي قصة أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، الذي يقف اليوم على أطلال إدلب كـ”رجل دولة”، او بتعبير اخر كرجل سلطة … بينما يئنّ التاريخ من جرائم لا تزال بلا حساب.

 

هل نسي العالم من هو الجولاني؟

هل نسي أنه الرجل الذي قاد واحدة من أكثر الجماعات تطرفًا في المنطقة؟

هل نسي أن فصائل مثل “جبهة النصرة”، التي نشأت من رحم القاعدة، كانت جزءًا من سلسلة رعب ودم، استهدفت المدنيين، وخطفت، واغتصبت، وباعت النساء كأنهن سلعة؟

 

عندما اجتاحت قوى الظلام سنجار، لم يكن الهمّ فقط قتل الرجال، بل اغتصاب النساء، وبيع الفتيات في أسواق النخاسة، واستخدامهن كجواري في إمارات “الخلافة”. الإيزيديات كنّ هدفًا مباشرًا. نعم، داعش كانت في الواجهة، لكن من يظن أن النصرة لم تكن شريكة في ذلك فهو إما غافل أو متواطئ.

 

شهادات ناجيات تحدثت عن عمليات “تبادل” للفتيات بين مقاتلي التنظيمات، عن تسلّم مقاتلي النصرة أسيرات من داعش، أو “شراء” بعضهن عبر وسطاء. لا نعرف إن كان الجولاني قد أمر بذلك مباشرة، لكن من الصعب تصديق أن زعيمًا لهذا التنظيم لم يكن يعلم، أو لم يغض الطرف. وفي الحروب الطائفية، لا يغيب منطق الاستعباد الجنسي — بل يُستخدم كسلاح ممنهج.

اليوم، الجولاني يغيّر مظهره. يظهر بلحية مشذبة وبدلة رسمية. يستقبل صحفيين غربيين بابتسامة، ويعدهم بأنه يحارب “التطرف” ويحافظ على “الاستقرار” في إدلب. وبدل أن يُساق إلى المحاكم الدولية، يُقدَّم كقوة محلية “قابلة للتعامل”.

هذا التواطؤ المريب مع الجريمة، من قبل بعض القوى الدولية وحتى الإعلام، ليس جديدًا، لكنه بات أكثر وقاحة. وكأن ما مضى قد محاه الزمن. وكأن آلاف الإيزيديات المغتصبات مجرد هامش في كتاب التاريخ.

لن يكون هناك سلام في سوريا ولا في العراق ولا في المنطقة، ما دامت العدالة مؤجلة، وما دام المجرمون قادرين على تغيير أقنعتهم دون أن يغيروا ضمائرهم.

الجولاني، مهما ارتدى من ثياب رسمية، سيبقى في نظر الضحايا ومَن يعرفون الحقيقة: أحد وجوه الجريمة، لا “رجل دولة”.

العالم الذي يسمح لمثل هذه الشخصيات بأن تتسلل إلى المشهد السياسي، هو عالم يكرّس الإفلات من العقاب، ويفتح الباب لموجة جديدة من الاستبداد المغلف بالدين، والمبارك بالصمت الدولي.

من اغتصب النساء لا يحق له أن يحكم الرجال.

ومن قاد جماعة إرهابية لا يمكن أن يتحول إلى زعيم شرعي بمجرد أن بدّل شعاراته.

ولن تنجح عمليات “تبييض الصورة” مهما أُنفقت من ملايين، إذا بقيت ذاكرة الضحايا حية، وإذا بقي هناك مَن يصر على قول الحقيقة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading