في مدينة أصيلة ، يتجلى التناقض في واقع اجتماعي معقد، حيث ما أن يظهر نجم أحد الفعاليات، وكأنه رمز للتفرد والإبداع، إلا ويتفاجأ في الوقت نفسه، بخروج الدبابير من جحورها، لتعريضه لجملة من اللسعات، في إطار السعي إلى إعاقة تطوره عبر موجات من الوخز الهدّام، وصياغة وترويج الإشاعات، بل ربما تصل إلى الاتهامات الكيدية التي تفتقر إلى الأساس المنطقي والروح والفلسفة القانونيتين.
تتوالى هذه الممارسات، التي في ظاهرها انتقادات، بينما باطنها مجوف بغل وحقد يحمل عاهة محاربة النجاح، إذ تنطلق من زوايا مختلفة في المجتمع، مما يجعل من الصعب التمييز النقد البناء، عن الهجمات التي لا تحمل أي رؤية تطويرية، حيث في ظل هذه الأجواء المتوترة، يظهر أن بعض الدبابير يتجاوزون حدود النقد المشروع، للوصول إلى مستوى من التبخيس أو تحرير شكايات مهزوزة أو نسج حكايات من الإشاعة وترويج البهتان، لفضح أي نجاح قد يحققه أبطاله.
في خضم هذا الصراع، تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مزدوجاً، إذ تسهل نشر وانتشار التغريدات الهدامة، دون رقابة كافية من قبل الأنظمة الذكية التي يُفترض بها اكتشاف وتحليل أي محاولات للتشهير أو التشويش بالكفاءة والإبداع، فبينما يحاول البعض استخدام هذه المنصات لنيل مكاسب شخصية أو للترويج لأجندات مضمرة، يستمر نجم الفعالية في تقديم الأداء المميز رغم كل العقبات التي تعترضه، مما يطرح تساؤلات حول صحة البيئة التنافسية في أصيلة ، وما إذا كانت تلك البيئة تساهم في تعزيز المواهب بدلاً من محاربتها.
تعيش مدينة أصيلة اليوم مرحلة صعبة للغاية، حيث يُختبر فيها وعي الساكنة وسط واقع سياسي ومحلي مشوه ومتردي، تحول إلى ساحة لتداخل المصالح المشبوهة، فبعدما لفظهم وعي المواطنين في الانتخابات الأخيرة، نجد مجموعة من السياسيين الوصوليين والفاشلين يواصلون سعيهم في محاولة بئيسة للعودة إلى المشهد، بينما تستغل ” مرتزقة الفيسبوك” منصات التواصل الاجتماعي للابتزاز والتشهير الممنهج.
أصيلة اليوم تستحق إعلامًا نزيهًا وشبابًا واعيًا وسياسيين شرفاء، لا كائنات فيسبوكية تتغذى على الابتزاز ولا سياسيين فاشلين يركضون خلفها. اليوم، يجب أن يعي الجميع أن معركة المدينة الحقيقية ليست فقط ضد الفساد، بل أيضًا ضد كل من يحاول تلويث سمعتها وتشويه نضال أبنائها.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.