اعداد محمد صلاح الدين البقاري
اكد مغاربة العالم على ضرورة تدخل الحكومة المغربية من اجل وضع برنامج استثنائي في مجال النقل الجوي لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج خلال فصل الصيف من اجل تشجيع جيل المستقبل على التمسك بالهوية المغربية والتواصل الدائم مع الوطن الأم، والتفاعل مع قضاياه ومستجداته، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، سواء من خلال الاستثمار أو تحويل الأموال أو المشاركة في المشاريع التنموية المختلفة .
وأوضحوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه رغم أن السوق حرة تتحكم فيها المنافسة ، الا ان الحكومة لها الحق في التدخل لمصلحة المواطن، خاصة الاسر ذات الدخل المتوسط من افراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تساهم في تنمية اقتصاد البلاد بواسطة التحويلات المالية ( العملة الصعبة ).
وعبروا عن. استيائهم من تصريحات وزير النقل الذي كان من المنتظر ان يقدم حلول هيكلية أو آليات دعم ملموسة تسهم في تخفيف تكاليف السفر ، مشيرين الى ان البعض منهم اصبح يفكر في تأجيل زياراتهم إلى المغرب أو البحث عن وجهات بديلة امريكا اللاتينية بالنسبة المقيمين بكندا والولايات المتحدة، في وقت تطرح فيه أسئلة ملحة حول دور الحكومة في ضمان الحد الأدنى من العدالة في أسعار النقل الجوي، خاصة خلال فترات الذروة، حماية لحق آلاف الأسر المغربية في الحفاظ على صلة الرحم والهوية والانتماء.
وفي هذا الصدد عبر وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح، عن عجز الحكومة المغربية على التدخل لخفض اسعار تذاكر الخطوط الملكية المغربية “لارام” مع العلم ان الدولة تدعم مالي مهم للشركة ، مؤكدا أن الضغط الكبير الذي تعرفه شركات الطيران خلال فصل الصيف يعد السبب الرئيسي وراء الغلاء.
واشار خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إلى أن الحجز المبكر يبقى الخيار الأنسب للحصول على تذاكر بأسعار في المتناول، مذكّرا بأن سياسة “السماء المفتوحة” التي تبناها المغرب منذ 2006، ساهمت في استقطاب عشرات شركات الطيران، من بينها منخفضة التكلفة، ما وسّع من العرض الجوي نحو وجهات مختلفة، خاصة الأوروبية.
من جهتها، عبرت النائبة البرلمانية فاطمة الكشوتي عن استياء
الجالية المغربية من ارتفاع الأسعار، منتقدة التناقض بين الواقع والتصريحات الحكومية، لاسيما تلك التي أدلى بها رئيس الحكومة بداية السنة، عندما تحدث عن تذاكر بـ300 إلى 600 درهم، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع حسب قولها، مضيفة أن العديد من أفراد الجالية أصبحوا عاجزين عن زيارة المغرب أكثر من مرة سنويا بسبب غلاء الأسعار
ويذكر أن رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، وقع بتاريخ 11 يوليوز 2023 بالرباط، رفقة الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية السيد حميد عدو، على عقد برنامج 2023-2037 بين الحكومة والشركة لتفعيل التوجيهات الملكية السامية، ولتعزيز مكانة ودور النقل الجوي في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومواكبة طموح المملكة لبلوغ 65 مليون مسافر في أفق سنة 2037.
وبموجب هذا التعاقد، ستضاعف الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات، لتنتقل من 50 طائرة حاليا إلى 200 خلال 15 سنة القادمة. كما ستقوم الشركة بتطوير خطوط جوية تواكب خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، من خلال الانفتاح على وجهات دولية جديدة. إضافة إلى تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة بالخارج وأرض الوطن، وفك العزلة عن مجموعة من مناطق المملكة وتسهيل حركية التنقل بينها، عبر تعزيز الربط الجوي الداخلي بـ46 رحلة جديدة.
ويندرج هذا التعاقد في سياق مواكبة الحكومة لخارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة 2023-2026، التي ستمكن المغرب من استقطاب 17,5 مليون سائح، وتحقيق 120 مليار درهم من المداخيل من العملة الصعبة، وخلق 80 ألف فرصة شغل مباشرة و120 ألف فرصة شغل غير مباشرة، فضلا عن دعم دور القطاع السياحي في جذب الاستثمارات وإحداث المقاولات.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.