زاكورة : ماء الموت… حين تتحول الضحكة إلى صمت

*امحمد بن عبد السلام*

في قلب الجنوب الشرقي، وتحديدا بدوار أكرض نوسديدن، التابع لجماعة النقوب بإقليم زاكورة، سُجّلت مأساة جديدة، لكنها ليست كغيرها من الحكايات العابرة… هذه المرة، ابتلعت الضاية المائية شابين في ريعان العمر، 20 و22 سنة، كانا يلاحقان لحظة انتعاش تحت شمس حارقة، فما وجدا سوى حضن الماء البارد الذي لم يعدهما إلى اليابسة.

لم تكن النية سوى سباحة، لحظات من الهروب من حر الجنوب اللاهب. لكن المياه الصافية كانت تخفي عمقًا لا يرحم، فتسلل الموت في صمت، وغابت الأصوات، وغرق الحلم في جوف الطبيعة.

لم يتأخر رجال الدرك الملكي والوقاية المدنية، حيث وصلوا إلى المكان فور توصلهم بالخبر، ولكن ما وجدوه لم يكن سوى صمت الماء وجثتين هامدتين سُحبتا من الضاية بعد جهد مضن.

المكان اليوم موحش. الضحكات التي كانت قبل لحظات صارت مرثية، والأهالي يعيشون صدمة لا تُمحى. فقدان روحين شابتين في لحظة استرخاء يفتح جراحا كثيرة، ويطرح أسئلة حول غياب الحماية والرقابة على هذه المواقع الطبيعية، التي يتحول فيها الجمال أحيانًا إلى فخ قاتل.

سلامٌ على أرواح غادرتنا دون وداع.
إنا لله وإنا إليه راجعون.