سناء البنين.. برلمانية غائبة عن الوعي السياسي والتواصل مع المواطنين

محرر الموقع4 ساعات agoLast Update :
سناء البنين.. برلمانية غائبة عن الوعي السياسي والتواصل مع المواطنين

في مشهد يعكس بؤس التمثيل البرلماني في بعض زواياه القاتمة، تبرز سناء البنين، نائبة حزب الاتحاد الدستوري عن جهة مراكش آسفي، كواحدة من أكثر النماذج السياسية إثارة للجدل واستفزازًا للوعي الشعبي. نائبة وصلت إلى قبة البرلمان عبر اللائحة الجهوية، بفضل نفوذ والدها القيادي البارز عبد العزيز البنين، لتغيب بعدها عن الأنظار وتدخل في صمت طويل… لكنه بلا أثر أو مضمون.

طيلة ولايتها البرلمانية، لم تتجاوز مداخلاتها الثلاث، في وقت تتقاضى فيه تعويضات شهرية تلامس أربعة ملايين سنتيم، دون أن تُسجَّل لها مبادرة نوعية واحدة أو لقاء تواصلي فعلي مع ساكنة الجهة التي تمثلها، وكأنها اختارت طواعية تمثيلًا صوريًا بلا التزام ولا تواصل.

أول تدخل لها كان في 22 يوليوز 2022، بسؤال سطحي عن أجواء امتحانات الباكالوريا، ثم عادت في 2 يناير 2023 لتنتقد هشاشة برنامج “أوراش” الحكومي مستخدمة مثلًا شعبيًا لا يسمن ولا يغني من نقاش، دون تقديم بدائل أو حلول. أما ثالث تدخلاتها فكان في 17 أبريل 2023، حين أثارت انتقادات غريبة حول الزبيب والمادلين والكاوكاو في الوجبات المدرسية، معتبرة إياها خطرًا على ذكاء التلاميذ، في تجاهل تام للإشكالات العميقة التي يعاني منها قطاع التعليم.

ثلاث مداخلات في ثلاث سنوات، دون حضور ميداني يُذكر، ودون أي موقف جريء أو دفاع فعلي عن قضايا الجهة. سناء البنين لا تُعد نائبة خجولة الحضور فقط، بل أقرب إلى نائبة غائبة عن الوعي السياسي والمجتمعي، تجسّد أزمة تمثيلية حقيقية، وتفضح خللًا في آليات إنتاج النخب داخل الأحزاب.

في ظل هذا الأداء الهزيل، تغيب سناء البنين عن قضايا المواطنين وهمومهم، كما تغيب عن اللقاءات المباشرة معهم، مكتفية بموقع برلماني مريح لا تسنده مواقف ولا يعززه حضور، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول دورها الحقيقي داخل مؤسسة تشريعية تنتظر منها البلاد الكثير.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading