أسدل المهرجان الدولي للرحل بمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة الستار عن نسخته العشرين، بعروض فنية جمعت بين سحر التراث، وجمال الموسيقى العصرية، فكانت مسك ختام هذه الدور،ة التي امتدت على مدى أربعة أيام انطلاقا من يوم الخميس 10 إلى غاية يوم الأحد 13 أبريل 2025.
وهكذا كان جموع الزوار من داخل المغرب وخارجه، على موعد مع لوحات فنية، احتفت بالجمال الكامن برحاب الصحراء وعبقها الإفريقي، فأمتعت الجمهور، الذي طافت به العروض في رحاب الكثبان الذهبية بين أحضان مدينة بلا أسوار.
وقدم الفنان المغربي المقيم بهنغاريا، سعيد تيشيتي؟ عروضا مزجت بين التراث الموسيقي الأمازيغي، والكناوي، والحساني، واحتفى الجمهور، الذي تابع بشغف أطوار اليوم الختامي الذي تميّز باللوحات التي قدّمتها فرقة “محمد عالي عيلّا”، والثنائي “سارة وإسماعيل”، حيث زاوجت هذه العروض بين التراث والموسيقى العصرية في قالب أدخل أحدث صيحات الموسيقى على الألحان الأمازيغية التقليدية.
وتابع الحاضرون مختلف فقرات البرنامج الحافل بالتنوع الثقافي والموسيقي، الذي تضمن برمجة استثنائية مليئة بالموسيقى والفنون والتقاليد البدوية، ما جعل منطقة امحاميد الغزلان ملتقى عالميا للفن والاحتفاء بالثقافة البدوية.
وقد تم التأكيد خلال افتتاح المهرجان وفي جميع أطواره على المكانة، التي بات يحظى بها هذا المهرجان الدولي كواحة ثقافية نابضة بالحياة في قلب الصحراء، في تجسيد بهيج للانسجام بين الماضي والحاضر الذي يعكس روح الصحراء الرحبة، والتنوع والتمسك بجذور الأصالة.
إن هذا الحدث الثقافي والفني أصبح موعدا سنويا يستقطب مشاركين من مختلف المجالات الفنية والثقافية، فيأخذ جمهوره الوفي في سفر فني وثقافي في قلب الصحراء، في رحلة تتجاوز الحدود، ولا يجد فيها إلا لغة التراث اللامادي الذي يستمدّ وهجه من الثقافة المحلية، ويمتدّ لتصل آثاره إلى العنصر البشري بالمنطقة لتحقيق التنمية المستدامة انطلاقا من المدخل الفني والثقافي، وكذا الفكري العلمي.
ولعل من أبرز المشاركات العروض، التي قدمتها المجموعة الأسطورية ناس الغيوان التي أسرت جمهورها بتراثها الفني العميق بنبل رسائله الإنسانية، وأعادت إلهام الجيل الحالي ليكون امتدادا في الزمان والمكان لهذا الفن الأصيل، وتشكّل بالتالي مصدر إلهام للجيل الصاعد.
ومما لا شك فيه أن التوليفة التي استطاع المهرجان الدولي للرحل تقديمها في قالب يعكس احترام نمط الحياة البدوية، ويمنحها مكانتها المستحقة، ودورها القيمي والبيئي، تعبير عن أصالة الحضارة المغربية، وترسيخ لعمقها الإفريقي.
وجدير بالذكر أن هذه الدورة المنظمة من طرف جمعية رحل العالم، حظيت بدعم عمالة إقليم زاكورة، والمجلس الإقليمي لزاكورة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ووزارة الثقافة، وجهة درعة تافيلالت، ومؤسسة البنك الشعبي، والمعهد الفرنسي بالمغرب، وبريد المغرب وعدد من الشركاء الآخرين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.