تابعت المنظمة المغربية للحريات وحقوق الإنسان – فرع مراكش – بقلق واستياء بالغين قضية المواطن الذي تعرّض للاستغلال اللاإنساني داخل إحدى الضيعات الفلاحية الواقعة بالقرب من دوار المرادسة بجماعة حربيل، حيث اضطر للعمل في ظروف قاسية وغير آدمية لما يقارب أربع سنوات دون أجر، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان.
إنّ تفاصيل هذه القضية، التي تم الكشف عنها بعد تداول صورة الضحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسلّط الضوء على حجم التجاوزات التي يتعرّض لها بعض العمال في القطاع الفلاحي، خاصة في المناطق البعيدة عن المراقبة والمحاسبة. وإذ تعبر المنظمة عن تضامنها الكامل مع الضحية وأسرته، فإنها تستنكر بشدة هذا الفعل غير الإنساني، الذي يرقى إلى مستوى الاستعباد والاتجار بالبشر، وفقًا للقوانين الوطنية والمواثيق الدولية التي تجرّم هذا النوع من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
إنّ هذا الحادث المؤسف، والذي كشفته العائلة بعد تلقيها معلومات حول مكان وجود ابنها، يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم. ورغم تدخل عناصر الدرك الملكي فور التبليغ عن الحالة، إلا أن المنظمة تطالب السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش بفتح تحقيق عاجل ومعمق في هذه القضية، من أجل تحديد المسؤوليات واتخاذ العقوبات القانونية المناسبة ضد كل من يثبت تورطه في هذا الانتهاك الجسيم.
كما تدعو المنظمة السلطات المختصة إلى تشديد الرقابة على ظروف العمل في الضيعات الفلاحية والمؤسسات الإنتاجية، خاصة في المناطق النائية، لضمان احترام القوانين المنظمة للشغل وحقوق العمال. وتؤكد على أهمية تفعيل آليات الحماية الاجتماعية، وضمان الحد الأدنى من شروط الكرامة الإنسانية داخل بيئة العمل، تفاديًا لتكرار مثل هذه الحالات التي تمسّ بصورة المغرب الحقوقية على المستويين الوطني والدولي.
إنّ هذه الواقعة يجب أن تكون جرس إنذار للمؤسسات المعنية من أجل تعزيز آليات الرقابة والمحاسبة، وتوفير قنوات تظلم فعالة للعمال الذين قد يتعرضون للاستغلال أو سوء المعاملة. وفي هذا السياق، تؤكد المنظمة المغربية للحريات وحقوق الإنسان استعدادها الكامل لمتابعة هذه القضية عن كثب، والترافع من أجل تحقيق العدالة للضحية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.
حرر بمراكش، بتاريخ …26/3/2025
المنظمة المغربية للحريات وحقوق الإنسان – فرع مراكش، الكاتب المحلي توجاني عبد الرزاق
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
