شهدت مدينة مراكش وتامنصورت تطورات متسارعة بعد اعتقال الملقب بـ”الزائر”، المدان بـ 22 سنة سجناً، في عملية أمنية دقيقة أنهت فترة طويلة من الملاحقة والهروب. هذه القضية كشفت عن خيوط متشابكة من العلاقات المشبوهة، خاصة بعد ورود أنباء عن ارتباطه بأسماء بارزة في عالم العقار وبعض المنتخبين المحليين.
قبل شهور من اعتقاله، كان “الزائر” متواجداً في إحدى الفيلات بتامنصورت، حيث تمت مداهمة المكان من طرف عناصر الدرك الملكي. بعض المنتخبين الذين كانوا برفقته تمكنوا من الفرار، فيما حاول هو الهروب بالقفز فوق أحد الجدران، مما أدى إلى تعرضه لكسر في ساقه. رغم إصابته، استطاع الإفلات من الاعتقال، ليظل متوارياً عن الأنظار لفترة طويلة.
لم يكن هذا الفرار سوى جزء من سلسلة محاولات للهروب من العدالة، حيث تمكن لاحقاً من الإفلات من ولاية أمن مراكش في حادثة أثارت العديد من التساؤلات حول كيفية تمكنه من المراوغة، وما إذا كان قد تلقى مساعدة من جهات معينة. هذه الحادثة شكلت تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية، خاصة مع تواتر الأخبار حول تحركاته في محيط تامنصورت، مما زاد من الضغوط للإيقاع به.
بعد تحريات مكثفة، نجحت فرقة أمنية متخصصة في القبض عليه بمنطقة تامنصورت، في عملية حاسمة أنهت مغامرته الطويلة مع الهروب. تزامن هذا الاعتقال مع توقيف نائب رئيس مقاطعة جليز، الذي يشتبه في أنه وفر له مخبأ في مستودع يملكه، كما تم اعتقال ابن شقيقه، المطلوب هو الآخر بعدة برقيات بحث وطنية.
تفاصيل هذه القضية تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول امتداد علاقات “الزائر”، خاصة في ظل الشكوك التي تحوم حول تورطه في عمليات تبييض أموال مرتبطة بتجارة العقارات. ارتباطه ببعض المنتخبين الذين فروا من الفيلا يطرح فرضيات حول استغلال النفوذ لحمايته، مما يجعل التحقيقات المقبلة محورية في كشف ملابسات هذا الملف المعقد.
التطورات التي شهدتها هذه القضية تعكس مدى تعقيد الشبكة التي كان يتحرك ضمنها، ومدى نفوذه داخل بعض الأوساط. نجاح الأجهزة الأمنية في الإيقاع به يمثل خطوة كبيرة نحو تفكيك منظومة الجريمة التي ظلت نشطة في الخفاء، لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول الشخصيات الأخرى التي قد تكون متورطة، وما إذا كانت التحقيقات ستقود إلى الكشف عن أسماء جديدة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
