أحمد بن بلا ” باحدا ” من لائحة الإنتظار إلى الأول على دفعته.

وهو يعود الي بيتهم بالمدينة القصية في الجنوب الشرقي للمملكة .. مدينة طاطا .. كان بالكاد يستطيع فهم مايدور حوله داخل الحافلة التي كانت تقله . أحلام كثيرة بناها لبنة لبنة وكبرت معه خطوة خطوة وجدها تنهار هكذا فجأة بعد ان فرض عليه ان يكون حبيس لائحة الانتظار الباردة بعد نتائج مباراة الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي . غالب دموعه ونظر إلى البعيد وقال إلى نفسه ماذا اكون انا دون مسرح. في لحظات التجلي الكبرى كان يرى نفسه وقد أصبح فنانا معروفا ومشهورا ولم لا فهو كما يرى نفسه او كما يراه الذين يعرفونه يمتلك كل شيء . ثقافة كبيرة ومعرفة عميقة بكل دروب المسرح والفنون يتقن أكثر من لغة له موهبة كبيرة وسبق وأظهر كفاءته كممثل مع فرقته المسرحية نبراس العتمة للفنون الجميلة بمدينة طاطا. لائحة الانتظار تشعره بضيق في التنفس أنها أشبه بغرفة مظلمة وأن الكون يضيق عليه وغبار كثيف يجري في عروقه فيطوح به في متاهات الغم . أوقات كثيرة مرت وهو يحاول ان ينسى ولا ينسى يحاول ان يجد توازنه الطبيعي وهو يمشي بين دروب هذه المدينة القابعة عند جبال بمناخها الصحراوي الحزن كثيف لدرجة الغرق . ومثلما ينقشع الغيم فجأة فيفرح الناس ويعصرون رن الهاتف وسمع صوت من الطرف الآخر يقول ..عليك الإلتحاق بالمعهد فقد أصبحت ضمن طلبة السنة الأولى بعد ان انسحبت طالبة من الناجحين. بالكاد استرجع أنفاسه وغمرته سعادة لاتوصف واحس ان قلبه مثل عصفور صغير. بإمكانه الآن ان يسترجع أحمد الذي يسكنه بكل تفاصيله الآن فقط استعاد حياته وحلمه ووجوده. في السنوات الأربع الاحقة سيظهر أحمد بن بلا ” باحدا” الطالب تفوقه واجتهاد مصيره وكفاءته كموهبة واعد وقادمة بقوة وفي حفل التخرج سيحصل ابن الواحة مدينة الحناء طاطا على الرتبة الأولى وهو الذي جاء من لائحة الانتظار .ليؤكد ان الطموح لا حدود له وأن النجاح ممكن مع كثير من الاجتهاد والصبر والتحدي. مبروك ايها الفتى القادم من تخوم الصحراء إلى فضاءات المسرح الرحيبة اعتلي الخشبة واضمم اسمك إلى المجد