فكري ولد علي
أطلقت جمعية “بريما ريف للزراعة المستدامة”، أمس الأحد، الموسم الجديد للتشجير بمنطقة الريف، من دوار “ايرزوقن”، بجماعة إجرمواس التابعة إداريا لاقليم الدريوش.
ودأبت الجمعية منذ تأسيسها في يوليوز 2021، على تنظيم عمليات تشجير سنوية في المنطقة، بدعم من شريكها الاستراتيجي مؤسسة “ريفوريست بهولندا”.
و وزعت الجمعية في اليوم الأول، تحت إشراف أعضاء مكتبها، العشرات من الأشجار المثمرة والأعشاب العطرية.
بالاضافة إلى بعض الأشجار المغذية للتربة مثل “الأكاسيا”، على الفلاحين، في أفق تحقيق الهدف العام المتمثل في إعادة الحياة إلى البساتين التي كانت تزخر قبل عقود مضت بكل أنواع الأشجار المثمرة.
وتضم التشكيلة المتنوعة للأشجار التي تحرص الجمعية على توزيعها على الفلاحين بالمجان، البشملة واللوز والخروب والزيتون بالإضافة إلى البرقوق والرمان و التين، والأعشاب العطرية من قبيل “الأزير” و “الشيبا”.
وقال عبد الرفيع العدناني، رئيس الجمعية في كلمة بمناسبة عملية التوزيع، أن الهدف من التشجير و غرس الأشجار المثمرة هو تحفيز المزارعين والسكان في هذه المناطق على الإقدام على غرس الأشجار والسير على نهج الأجداد الذين غرسوا أعداد كبيرة ومتنوعة من الأشجار.
وعلاقة بفكرة التنوع، أكد رئيس الجمعية، أن التنوع مبدأ أساسي في عمليات الغرس، وهو مبدأ تعمل الجمعية على تحقيقه باعتباره أحد المبادئ التي تقوم عليها الزراعة المستدامة.
وتعمل الجمعية على تنزيله على أرض الواقع، من خلال توزيع أشجار متنوعة، و قادرة على التأقلم مع حالة الجفاف التي تعرفها المنطقة.
وفي السياق نفسه، أكد نفس المتحدث أن الأشجار تلعب دورا كبيرا في التقليل من تداعيات “التغيرات المناخية”، بمساهمتها في جلب الأمطار.
وإلى جانب الأهداف المتوخاة من عمليات التشجير السنوية التي تنظمها الجمعية، أكد العدناني، أن الأهم من توزيع الشتائل وغرسها، هو الاهتمام بها والحرص على ذلك من جانب الفلاحين المستفيدين، إذ أن هذا العمل لا يمكن أن يعطي ثماره ما لم يسهر عليه الفلاح المعني أولا وأخيرا من هذه العمليات.
ويستمر برنامج التشجير حتى مارس القادم، حيث تتطلع الجمعية إلى توزيع الالاف من الشتلات على الفلاحين الذين يبدون رغبة في ذلك، ويمتلكون ظروف انجاحها.
وإلى جانب عمليات توزيع الشتلات سنويا على العشرات من الفلاحين، تعمل الجمعية على مشاريع أخرى تدخل في صلب أهدافها المتعلقة بالزراعة المستدامة.
وفي هذا السياق تنجز الجمعية مشروع “الضيعات الايكولوجية” أو غابات الطعام، بشراكة مع “ريفوريست”، و بتمويل من منظمة “الاوز البري” الهولندية، حيث تعمل الجمعية على خلق خمس ضيعات نموذجية تعتمد في بنائها على مبادئ الزراعة المستدامة.
كما تحاول أن تدمج تقنيات حصاد وجمع المياه، وهي تقنيات تمرن المستفيدين من احداث هذه الضيعات على تطبيقها وتجسيدها في تجهيزات هندسية على أرض الواقع، تتشابه في كثير من تفاصيلها مع الطرق التقليدية التي كان الأجداد ينفذونها لجمع المياه لاستغلاله في سقي الأغراس.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.