بعين مبللة ونظرة حسرة وانكسار علي الخريطة السياسية لآمة نائمة تعوي فيها الكلاب الضالة ، هنا حفلة وهناك مذبحة ،حفلات الزار في اعياد الميلاد،من برج خليفة الي مارينا ، أشعلت بداخلي بركان الغضب عن امة لم تستحي وعن أمل وهم من الأوهام يداعب النفس الملهوفة والروح المكلومة ولسان حالي يقول– الآن أبدأ رحلتي الجديدة إلى حياة الأعزل التطوعي المجهول في ركام بيوت مهدمة عن دفاتر وقلم وصرخة طفلة تبحث عن دفاترها وسط الركام ،في ليلة عيد الميلاد ، في عالم النسيان ،، وافكاري مثقلة بالأسئلة …؟ بعضها سيظل دون جواب ربما لحكمة لا أعلمها فغالبًا
ما يكون الجواب أكبر وأخطر وأكثر إيلاما من السؤال ذاته تقلصت هالتي وفتر حماسي وغارت نجمتي في أنقاب العتمة ، تحجر قلبي بين الضلوع أكله الصقيع ،أنطْفأْتَ الشموع عن عام مضي وصمت هاتفي في أثناء قراءتي لتقرير عن اطفال ونساء وشيوخ غزة في صحيفة المانية اثناء العاصفة الثلجية التي ضربت القطاع ، اغلقت هاتفي وبابي دوني ، توقفت عن الحلم ليس يأسا بل اقتناعًا
بأن على الأرض طوابير من الإنتظار والملل والاعراق ،، والتسليم بمرارة تجتاح كل الخلايا ، فلا الأمة أمة وليس هناك حزن وليس هناك من يحزنون…؟ أنا آسف ياقلمي أَحيَانًا تخوني الذكريات ، بعض المارين من هنا لن يعجبهم كلامي لأنه حقيقي وموجع ولكل ما يكفيه وزيادة ولكن علي أن أقول وأن أسجل باعتباري جزء “على بساطته” من الكيان الثقافي في بلادي ، جزء مغمور ، مركون ينتظر من يطرق بابه ويثمن ما يحتويه عالمه من آثار قيمة ، هناك من سيقول ” لن يطرق بابك أحد ، وعليك ان تكون من القطيع ،في عالم ثقافة التفاهة والفرجة ، السعي سعينا بما فيه الكفاية ولي الحق في الاحتفاظ بكرامتي وعزة نفسي واحترام قلمي وفكري ، وهبت أحاسيسي وكل ما أملك لمسيرة صعبة في زمن صعب وقاسي على جميع الأصعدة . أمر ما يمكن أن يعيشه الكاتب الاستباقي في أمة لا تستحق الحياة المبدع فيها يتهم بالجنون ، وقلبي يريد وما عداه مكبل بالحديد.يومًا ستبقون الي الهاوية ..!!
يوميات كاتب من دفاتر النكبة ،
محمد سعد عبد اللطيف كاتب مصري وباحث
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.