بينما تستعد الحكومة المغربية بكل حماسة لتنظيم كأس العالم وكأننا نعيش في أبهى عصور الازدهار، هناك مغاربة ما زالوا عالقين في الخيام الباردة، يكابدون قسوة الطبيعة وإهمال البشر. أكثر من سنة مرت على زلزال الحوز، ولا يزال الناجون يُعانون من وعود فارغة، وأحلام متبخرة. وعود بـ”دعم مستعجل” قيمته ألفا درهم شهرياً وتعويض بـ140 ألف درهم، لم تصل إلا إلى العناوين الرئيسية للصحف وبيانات المسؤولين المتأنقين في مكاتبهم المكيفة.
هل تعلمون يا “سادة” أن هناك من الأطفال الذين فقدوا منازلهم وأهلهم لا يجدون غطاء يقيهم برد الشتاء؟ هل تدركون أن من فقد أرضه وبيته لم يتلقَ سوى وعود زائفة؟ أم أنكم مشغولون بالتقاط الصور في المؤتمرات و”التباهي” أمام العالم بتنظيم الأحداث الكبرى؟
كارثة الحصار: غزة والمغرب
إن كان الصهاينة يحاصرون غزة بالدبابات والجدران، فإن المغاربة محاصرون من نوع آخر: فساد مؤسساتي، برامج وهمية، ولجان تلتهم الميزانيات دون نتائج ملموسة. غزة تُباد، لكن أهلها يقاومون بكرامة. أما المغاربة، فيُهانون بصمت مميت. الفساد ينخر أعمدة الدولة، وبرامج “الإصلاح” تتحول إلى مهرجانات دعائية، والصوت الصادق يُكتم، لأنكم تعتبرونه تهديداً.
عار عليكم
عار على دولة تدّعي التضامن بينما تقصّر في إنقاذ أبناء وطنها. عار على سياسيين ومسؤولين يتباهون بتنظيم كأس العالم بينما هناك من يعيش تحت سقف من قماش مثقوب. عار على كل من يشارك في هذه المسرحية البائسة التي نعرف جميعاً نهايتها: مزيد من الفساد، مزيد من المعاناة، ومزيد من الصمت.
الكرامة أولاً، قبل المونديال
قبل أن تضعوا الملايين في ملاعب فاخرة وأضواء براقة، انظروا إلى معاناة من أنتم مسؤولون عنهم. اخرجوا من مكاتبكم وواجهوا الحقيقة: الشعب يئن، الوطن ينهار، والتاريخ لن يرحمكم.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.