ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بداء الحصبة لدى الأطفال

abdelaaziz631 ديسمبر 2024Last Update :
ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بداء الحصبة لدى الأطفال

السّيّد الرئيس المحترم،
السّيدات والسّادة النّواب المحترمون،
داء الحصبة عاد ليُشكّل تحدّي عالمي في السّنوات الأخيرة، خاصّة بسبب انخفاض معدّلات التلقيح، الذي يشكل الحل الوحيد للقضاء على هذا المرض المعدي والخطير؛
وهو مرض فيروسي شديد العدوى، بحيث أن كل مريض ينقل العدوى إلى ما بين 18 و 20 شخصًا من محيطه؛
وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وحتى الوفاة؛
وبدأ تفشي الوباء الحالي للحصبة ببلادنا، منذ أواخر 2023، بجهة سوس-ماسة، ثم امتد تدريجيًا ليشمل مناطق مجاورة في جهة مراكش-آسفي قبل أن ينتشر في الجهات الأخرى للمملكة؛
——————————
و يرجع هذا الإنتشار الوبائي بالأساس إلى تراجع التغطية التلقيحية خلال السنوات الأخيرة التي أعقبت بداية جائحة كوفيد-19.
——————————–
وبلغ العدد التراكمي لمجموع الحالات على الصعيد الوطني منذ أكتوبر 2023، 19.515 حالة بمعدل 52.2 حالة لكل 100 ألف نسمة.
كما بلغ عدد الوفيات نتيجة مضاعفات المرض خلال نفس الفترة، أي أكتوبر 2023، 107 حالات بنسبة 0,55%.
وتجدر الإشارة، إلى أن أكثر من نصف الوفيات سجلت في صفوف الأطفال أقل من 12 سنة.
وهنا تظهر الأهمية الكبرى للتلقيح كآلية أساسية ووحيدة للقضاء على هذا المرض
إلا أن تراجع معدلات التلقيح خلال وبعد جائحة كوفيد ساهم في ظهور بعض بؤر هذا الوباء

 

وأمام هذه الوضعية الوبائية الحرجة، وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية خطة متكاملة تهدف إلى الحدّ من انتشار المرض والوقاية منه، تضمّنت على الخصوص التدابير التالية :
تعزيز التّلقيح الرّوتيني لتحقيق تغطية تفوق 95% بجرعتين من لقاح الحصبة؛
تنفيذ حملات تلقيح استدراكية موجهة للأطفال الذين لم يتلقّوا الجرعات الّلازمة، خاصة الفئات المزدادة بين 2020 و2023؛
تطوير نظام مراقبة وبائي أكثر دقّة وشمولية لرصد الحالات والتّدخل الفوري؛
تفعيل المركز الوطني للعمليات الطارئة للصحة العامة (CNOUSP) و12 مركزًا إقليميًا للطوارئ الصحية؛
تنظيم حملة وطنية بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الداخلية للتحقق من حالة التلقيح لفائدة الأطفال أقل من 18 سنة، ابتداء من 28 أكتوبر 2024 والتي سيتم تمديدها ب 04 أسابيع إضافية.
وتتلخص نتائج هذه الحملة بتاريخ 20 ديسمبر 2024 في:
– التحقق من حالة التطعيم لحوالي 6 ملايين طفل بمعدل تحقق قدره 54.7% ؛
– وإعطاء 138.000 جرعة ضد الحصبة والحصبة الألمانية، بمعدل استدراك قدره 38%.
———————————-
ورغم هذه الجهود، فإنّ مواجهة هذا المرض لا تزال تعترضها إكراهات متعدّدة، أبرزها:
إنتشار المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها على نطاق واسع خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي؛
ضعف الإبلاغ عن الحالات في بعض المناطق النائية؛
فجوات مناعية ناتجة عن التّراكم في أعداد الأطفال غير الملقّحين؛

ختاماً، أود أن أؤكد مرة أخرى على أن التلقيح يبقى هو السبيل الوحيد لإعادة محاصرة هذا الوباء ومنع انتشاره.
فبفضل الحملات المكثفة للتلقيح خلال العقود الأخيرة، تمكن المغرب من محاصرة هذا المرض وقرب القضاء عليه بصفة نهائية قبل ظهور جائحة كوفيد.
وأستغل هذه المناسبة، لدعوة الآباء والأمهات بشكل خاص، وكل الفاعلين لا سيما المجتمع المدني وكذلك الجماعات الترابية، ودوركم أيضا السيدات والسادة النواب المحترمون، لدعم جهود وزارة الصحة وباقي القطاعات الشريكة، قصد إنجاز وإنجاح حملات التلقيح وضمان انتظامها، واعتياديتها لدى الأسر.
فقد لاحظنا خلال السنوات الأخيرة عودة النقاش حول جدوى وفعالية اللقاحات، وهذا يبقى نقاشا مغلوطا وعدميا، يمكن أن تكون له عواقب خطيرة على كل مؤشرات الصحة العامة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading