الشعراء الأفارقة يتألقون في ضيافة دار الشعر بمدينة تطوان

abdelaaziz629 ديسمبر 2024آخر تحديث :
الشعراء الأفارقة يتألقون في ضيافة دار الشعر بمدينة تطوان

أقامت دار الشعر بتطوان، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات الدورة الثانية من “ملتقى الشعر الإفريقي”، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، تحت شعار “إفريقيا.. قصيدة بالعربية”. وقد شهدت دورة هذه السنة مشاركة شعراء من السنغال ونيجيريا ومالي وليبيا والمغرب، مع توقيع ديوان “مرافئ الحيرة” للشاعر السنغالي محمد أمين جوب، وديوان “سأعبر جسر القصيدة” للشاعرة المغربية سعاد بازي المرابط.

واستهل الشاعر السنغالي إبراهيم الفلدي الجلسة الأولى من أشغال الملتقى، وهو يتلو “ما تشظى من سحر بابل”، عنوان قصيدته التي تفاعل معها جمهور دار الشعر الذي توافد على الفضاء الأندلسي الساحر لمدرسة الصنائع والفنون الوطنية:

 

“بَيْن الشَّرَايِين../ يَمْشي يَنْتَقي دُرَرَا من الحُرُوفِ../ ليُهْدِي الرُّوحَ مُنْعَبَرا. جَمْراً يَسِيلُ عَلَى الأضْلاَع../ يَتْرُكُني كَحَائِرٍ يصْطَفِي../ هذا الضَّبابَ قِرى. لأنَّهُ طِفْلةٌ فِي دَاخِلِي كَبُرتْ / تأتي تُجاوِبُني حَيْثُ السُّؤالُ جَرَى. يَا شِعْرُ../ يا سِحْرُ../ يا عُرْسَ الخَيال../ ويا صَوْتَ الشُّموخ../ أُنَا في دَاخلي انْفَجَرا. لي اليوم في “أُورْفِيُوسَ” الشِّعْر../ أُحْجِيَةٌ تَمَوْسَقَ الآن في الأحْشَاءِ فانْفَجرا. لي فيكِ “إليَاذَةٌ”/ ظلَّتْ تُراوِدُني بينَ الزُّقاق../ إلى أن أَنْجَبتْ قَمَرَا. يا “هُدهُدَ” الشِّعْرِ../ هَلْ في جَنَّتَيْ سَبَإٍ أنْبَاءُ حَرْفٍ../ بها تُزْجِي لَنَا الوَطَرا. أَمْ أنَّ “بَلْقِيسَ” ما زالَتْ تُشاوِرُهمْ/ “ما كُنْتُ قاطِعَةً أمْراً” / مَتى صدَرا. جِلْجَامِشُ”الشِّعْرِ../ في أقْصَى تَأَلُّهِهِ/ أتى يُرتِّل حرْفًا ها هُنا انْشَطرا. يا حَبَّةَ البَرْقِ../ شَمْسُ الكَوْن آفِلَةٌ/ فنَوِّري الأرْضَ../ كي تُنْجِي لَنَا البَشَرا. لِقِبْلَةِ الشِّعْر../ رُوحُ السِّحْرِ ساجِدةٌ. وعَيْنُ بَابِلَ تَتْلو سُورَةَ الشُّعَرا”.

 

أما الشاعر النيجيري حمزة الثقافي، فاختار المناسبة، ليلقي قصيدة عن اللغة العربية، ويهو يتغنى بحروفها وتشكل كلماتها وبهائها الكاليغرافي، من خلال جمالها الحروفي وجلالها الروحي: أرى لك في الترب المقدس دارا/ يدين إليها في الجهات رعاةُ. وسامية كالأم أنت سماء/ سماء ولم تبلغ إليك حياة. لك اليوم يا لغة الجمال فإنا/ نقدر والتقدير فيك زكاة. حروفي نمت لما ارتويت فأنت/ إمام إذا صحت بهن صلاة”. أما الشاعرة الليبية فاطمة الزهراء أعموم فتقول لنا إن هذا ما يحدث “عندما تغتالنا الريح”، عنوان القصيدة التي استهلت بها شاعرة ليبيا مشاركتها في رحاب دار الشعر بتطوان: “حَربٌ مؤجلةٌ تَحَاك بأُنْمُلة/ تَجُرَّ أحلامَا بكتها المِقْصَلَةْ. حربٌ تُعَلِّمنا النجاة فَنَمتَطِي/ ظَهْرَ الحَياةَ إلى الدُّرُوبِ المُهْمَلَةْ. حَرْبٌ بِها الدُّنْيا تَلُوكُ عِظَامَنَا/ لِنَجِيءَ وَحْيًا لِلْوجُودِ وَبسْمَلَةْ. أمَمٌ مِنَ الأيْتَامِ صِرْنَا كِسْرَةً/ للفقْدِ تَلْثُمُنا شِفَاهٌ أَرملَة. تَغتَالنا الرِّيحُ التِي مَدَّتْ يَدَيْهَا / للجِياعِ غَمَامةً أو سُنْبلَةْ. تنشَقُّ مِنْ جِلْبَابِ سَيِّدِها/ لتُهْدِي النائِمينَ قَرنْفُلا مَا أجْمَلَه. وتَشِيخُ والنَّايُ العَجُوزُ أنِينُهُ/ وَجَعٌ بِطَعْمِ المِلْحِ جَاءَ فَكَحَّلَهْ. قَالُوا لَنَا وَطَنٌ يُمَشِّطُ شعرَنا/ زَيْتُونُهُ خدَشَ الظَّلامَ وأشْعلَهْ. فِيهِ زَغَاريدُ النِّساءِ قَصِيدةٌ/ وَبُكَاؤُهُنَّ سقى التَّجلُّدَ أَثْقَله. وَحيٌ سَمَاوِيٌّ عُيُونُ نِسَائِهِ/ سَبِّح لِمَنْ خَلَقَ الجَمَالَ وَشَكَّلَه… حُزنُ المَدِينَةِ حِينَ يَخلَعُ ثَوبَهُ/ سَيكُونُ يَوْما فِي الْتِفَاتَةِ حَنْظَلَةْ”.

 

 

 

الجلسة الثانية من الملتقى استهلها الشاعر المالي أحمد محمد، القادم من صحراء تامبوكتو، يصف سرها وسحرها وطريقها الحرير في قصائده، قبل أن يتحدث عن حاله وتيهه في صحراء الشعر الشاسعة: “بُلِيتَ بِداءٍ أَمْ تَخَلَّلَكَ السِّحرُ؟/ وأبْقاكَ عظْمًا لا شعورَ ولا شِعرُ . هلِ اللؤلؤُ المكنونُ يكفي لوصفِها؟/ وهل يشتفي قلبي بقولي: هي البَدرُ؟ . فلوْ أنَّ أقلامَ العِبادِ تَمالأت / لإيفائها وصفًا لأعجزَها الأمرُ. فلا خيرَ فِي شِعرٍ يُقَالُ لغيرِها / ولا خَيرَ فِي نَثرٍ إذَا فاتَها النَّثرُ”. أما الشاعرة حليمة الإسماعيلي، ولما أيقنت أن الشعر بعيد عن الجد والهزل معا، فهي تقول: خُذني عَلَى مَحْمَلِ الْحُبِّ الَّذِي جَرَفَا/ قَلْبِي وَمَا ارْتَدَّ وَقْتُ السَّهْوِ أَوْ وَقَفَا. مَا زِلْتُ أَشْرَبُ مِنْ فِنْجَانِ قَهْوَتِهِ/ مَا أَسْكَرَ الْقَلْبَ أَوْ أَسْرَى بِهِ كَلِفَا. تَغْفُو عَلَى شَفَتِي أَسْرَابُ أَسْئِلَةٍ/ بَاتَتْ تُحَاكِي فُؤَادِي كُلَّمَا نَزَفَا. حَيْرَى تُسَابِقُنِي الأَحْدَاثُ عَاصِفَةً/ والشَّطُّ أَبْعَدُ مِنْ عَيْنَيَّ وَا أَسَفَا. هَلْ فِي الْمَرَايَا خَفَايَا لَسْتُ أَعْرِفُهَا. أَمِ اخْتَفَى السِّرُّ فِي أَعْمَاقِهَا وَغَفَا. وَبِتُّ سَهْرَى وَفِي كَفَّيَّ كُلُّ مَدًى/ مَا زَاغَ عَنْ سِكَّةِ الْمَعْنَى وَمَا انْصَرَفَا”.

 

بينما تجد الشاعرة سعاد بازي نفسها في حالة شعرية خاصة جدا: “أنا في حالة ثبات رتيب رهيب/ أنا في حالة عزوف تام/ لا أريد صديقا يثبت لي شكي من يقيني/ ولا أريد عدوا/ أتقيه ويتقيني”. قبل أن تختتم اللقاء بتوقيع ديونها “سأعبر جسر القصيدة”، إلى جانب الشاعر السنغالي محمد أمين جوب، الذي وقع ديوانه الجديد “مرافئ الحيرة”.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading