النهار نيوز المغربية: ع الرزاق توجاني
توفي صباح اليوم الاثنين 11 نوانبر الجاري الفنان المغربي محمد المسيح، أحد أبرز وجوه ساحة جامع الفناء بمراكش، بعد معاناة طويلة مع المرض. يعد محمد المسيح من الوجوه المعروفة في ساحة جامع الفناء الشهيرة، حيث أمضى سنوات طويلة في تقديم عروضه ومشاركة فنه مع الجمهور. لكن خلف ابتسامته وحضوره المتألق، عاش المسيح رحلة من المعاناة والصعوبات الصحية التي كانت تخفيها عطاءاته الفنية.
عانى الفنان محمد المسيح في سنواته الأخيرة من أمراض متعددة أضعفت جسمه ولام تأثير على أدائه الفني. وبرغم ذلك، بقي مصرًا على ممارسة فنه في الساحة حتى اللحظات الأخيرة. مثل العديد من رواد “الحلقة” في جامع الفناء، وجد نفسه يواجه تحديات صحية دون دعم أو تأمين صحي يوفر له علاجًا مستمرًا. جاءت وفاته كمأساة لجمهوره وعائلته وأصدقائه، وأثارت من جديد الحديث عن الصعوبات التي يواجهها فنانو الحلقة في مراكش وغيرها من مدن المغرب.
معاناة فنانين الحلقة
يعتبر رواد ” الحلقة ” جزءًا أساسيًا من تراث جامع الفناء، حيث يشكلون بموهبتهم وتضحياتهم قاعدةً ثقافية وفنية تمتاز بتنوعها وثرائها. ورغم مكانتهم في المجتمع، يعيش العديد منهم في ظروف صعبة، من نقص الرعاية الصحية وغياب التأمين الاجتماعي إلى قلة الدعم المادي. يعتمدون على تبرعات الزوار والمشاهدين في تلبية احتياجاتهم اليومية، ما يجعلهم عرضة لتقلبات الدخل ويزيد من معاناتهم عند المرض أو التقدم في السن.
الحاجة إلى تدخل المسؤولين عن الفن و الثقافة
وفاة محمد المسيح ليست مجرد فقدان شخصي أو فني، بل هي دعوة للتفكير في أوضاع أصحاب الحلقة، وضرورة إيجاد حلول جذرية لتحسين ظروف معيشتهم. يحتاج هؤلاء الفنانون إلى توفير برامج اجتماعية وصحية تحميهم وتساعدهم في مواجهة أعباء الحياة. كما يمكن للحكومة أن تلعب دورًا أكبر في دعمهم، عبر تنظيم فعاليات تساهم في تمويلهم أو إدماجهم ضمن برامج الضمان الاجتماعي.
توديع رمز من رموز التراث
سيبقى محمد المسيح في ذاكرة الناس كفنان مخلص لفنه، ووجهًا مشرقًا في ساحة جامع الفناء. رحيله يلقي الضوء على قصص مشابهة لرواد الحلقة الآخرين الذين يعيشون في ظل صمت ومعاناة لا يراها الجميع. اليوم، فقدت الساحة أحد أعمدتها، ويظل الأمل معقودًا على أن تكون وفاته نقطة انطلاق لإصلاحات تضمن للفنانين الشعبيين حياة كريمة وأمانًا اجتماعيًا يحفظ حقوقهم ويصون كرامتهم.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.