جاء الخطاب الملكي السامي من داخل قبة البرلمان عشية افتتاح السنة التشريعية، واضحا في كلماته، رسائله المباشرة، تسلسل محتواه، ولا يحتاج لإطناب التحليل، اما الفهم فهو مرتبط بالخلفية المعرفية للمتلقي…
خطاب وضع خلاصة تدبير الأعوام للملف عبر المكاسب المحققة في دروب الدفاع عن عدالته، مقدما معالم العمل المستقبلي وفق مفاهيم “التغيير” و”الحزم” و”الإستباقية” بصيغة جمعية مادام الملف قضية وطن باكمله موازاة مع وجوب الإعتماد على الكفاءات…
فقرات الخطاب قدمت اختصارا سلسا لحجم الجهود المبذولة في رحلة الدود عن الوحدة الترابية، وما رافق ذلك من خروج للقوى العظمى تعبيرا عن موقف واضح حيال الملف، جنبا لبلدان العالم نتيجة سياق وضعته المملكة مبني على مفهومي “الوضوح” و”الطموح”، تعزز فيما بعد بلغة الحزم بان القضية الوطنية هي النظارة التي يقاس عبرها صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات…
التنمية الميدانية والحضور القاري في صلب المختصر خلال ما مضى عبر اوراش كبرى طموحة في مسارات الإنماء، بل واستحضار انبوب الغاز نيجيريا- المغرب والمبادرة المغربية لتمكين دول الصحراء من الواجهة الأطلسية كمنفد بحري لها ماهو إلا تجسيد واقعي لكلمة جلالة الملك من داخل منظمة الإتحاد الإفريقي (منظمة الوحدة الإفريقية سابقا) بعيد استرجاع الرباط لمقعدها الشاغر عام 2017م، وهي التي غادرته في سياق زمكاني معين عام 1984م، والكلمة حينها قطعت قصاىد الترهات، وأشعار المبررات من لذن اعداء المملكة حينها بخطاب متزن اختزل توجه المملكة بين بلدان اسرتها الافريقية بإرادة نحو جعل أفريقيا في الريادة، وليس طموح احادي من خلال ريادة المغرب للقارة كما حاول خصوم المبادرات الطموحة ترويج ذلك…
خطاب يرسم صورة واضحة لمستقبل القضية الوطنية الأولى، ويستدعي التوقف عنده، والتريث من اجل استيعاب التوجه الجديد للمملكة في تعاطيها مع الملف المؤطر بأركان اربعة كما تم التعبير عن ذلك في خطاب ملكي سامي سابق، وتجدد خلال مباحثات المبعوث الاممي “ستيفان ديميستورا” مع وزير الخارجية خلال أشغال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مؤخرا.
منقول من صفحة الإعلامي “عالي الكبش” (محرر النشرات، ومعد البرنامج السياسي بإذاعة العيون) على الفايسبوك.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.