لفت انتباهَنا نشرُ إحدى الصحف اللبنانية معلومات حول مرافق رعاية صحية مدنية، دُمرت نتيجة الأعمال العدائية في عدد من البلدان.
بداية، نود أن نؤكد من جديد ضرورة الالتزام الصارم بمبدأ حماية المدنيين والأهداف المدنية أثناء الصراعات المسلحة.
وفي الوقت نفسه، ومن باب الموضوعية، يجدر إضافة بعض التوضيحات للمقال المذكور، بناءً على المعلومات المتوفرة لدينا.
فيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، منذ عام 2022، ذُكر رقم 1700 مؤسسة طبية.
ومع ذلك، نسي المؤلف أن يذكر أن نظام زيلينسكي الإجرامي بدأ الهجمات الصاروخية والقنابل في عام 2014، ولم يقصف المستشفيات فحسب، بل قصف المدارس وروضات الأطفال ومنازل المدنيين أيضا.
وخلال ثماني سنوات من الحرب الأهلية في أوكرانيا قتل الفاشيون في كييف أكثر من 2.6 ألف مدني، بينهم أطفال وأصيب أكثر من 5.5 ألف مواطن، وتعرض أكثر من 2200 مرفق في البنية التحتية المدنية للتدمير الجزئي أو الكامل.
لا يمكن لأي بُنية مدنية (ناهيك عن الأهالي!) أن تكون هدفًا في نزاع مسلح. هذا يتعارض مع نص وروح القانون الإنساني الدولي. روسيا إلتزمت بشكل صارم بهذا المطلب خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقدمنا مراراً وتكراراً أدلة مقنعة على عدم تورط الجانب الروسي
في جرائم تم إعدادها عمداً من أجل “تلفيق” الاتهامات لروسيا.
هكذا كان في بوتشا وكراماتورسك وعدد من عمليات دموية أخرى.
وقد عُرضت مؤخرًا الأحداث التي جرت في مستشفى أوخماتديت في كييف على نفس المنوال تقريبًا. لكن بحسب خبراء روس، فإن التدمير هناك يشبه تدمير صاروخ من إحدى أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية الصنع.
مرة أخرى، نود أن نشير إلى أنه كان من الممكن تجنب مثل هذه المآسي لو لم يختبئ المسلحون الأوكرانيون خلف “درع بشري” من المدنيين.
ومع ذلك، حتى في ظل هذه الخلفية، فإن الدماء تبرد عند رؤية تقارير نتائج الضربات العشوائية في غزة. حتما تنشأ المقارنة.
خلال الأشهر التسعة من الحرب في فلسطين كان عدد الضحايا المدنيين أكبر بكثير مما حدث خلال عامين ونصف من العملية الخاصة في أوكرانيا.
وهناك أيضا عشوائية مروعة في الهجمات على الأراضي اللبنانية .
هنا، حتى 9 يوليو، أصيب 1904 أشخاص، توفي منهم 466.
واضطر 94 ألف لبناني مغادرة منازلهم. كما دُمرت آلاف المنازل وتعرضت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في جنوب البلاد للإحتراق بقذائف الفوسفور المحظورة.
تجدر الإشارة إلى أن الأسباب الجذرية للصراعات المذكورة تتعلق بإجرام وأنانية الغرب في سياسته تجاه الدول والشعوب ذات السيادة التي تسكن كوكبنا المشترك.
روسيا تدين بشدة استخدام النموذج الاستعماري في العلاقات الدولية وتؤكد من جديد التزامها بمواصلة النضال لتحقيق العدالة والمساواة للجميع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.