السب،الشتم،العبارات العنصرية ،الكلام البذيء،الملاسنات القبيحة،كلها أوصاف لظاهرة خطيرة اجتاحت الملاعب المغربية في السنوات الأخيرة،وتتقدم في صمت وفي ظل تهاون الجهات الوصية على محاربتها،أو على الأقل الحد من انتشارها،إنها تتقدم لتهدم مصطلحات تعتبر أساس قيام لعبة كرة القدم:
أخلاقيات الرياضة والروح الرياضية،هي الأشياء التي لم يبق منها إلا الاسم في ظل تعاظم ظاهرة العنف اللفظي التي تنخر جسد الكرة المغربية ،وتسيء إلى الجمهور الرياضي المغربي الذي طالما انبهر لروعته ووفائه الأعداء قبل الأصدقاء،ويعتبر المختصون أن ظاهرة العنف اللفظي أخطر بكثير من ظاهرة العنف الجسدي ويقولون شتان بين الكلمة واللكمة،والأخطر في الموضوع أن هذه الظاهرة مغيبة إعلاميا ومصنفة في خانة ظواهر الظل،ولا أهمية لها في قاموس المسؤولين،وكأن الجميع يعتبرها تحصيلا حاصلا،ويتجنب مواجهتها، ومن خلال الملف الرياضي سلط الضوء على ظاهرة العنف اللفظي،وكشف خطورتها وآثارها السلبية في الملاعب المغربية .
الكلمات البذيئة ”تزيين” أغاني إلترا
رغم أن إلترا الفرق معروفون بطريقة تشجيعهم الفريدة،وبتأليفهم لأغاني متعددة وجميلة،إلا أن النقطة السوداء هي الكلمات القبيحة والبذيئة التي دائما يقحمها الأنصار في أغانيهم من أجل تزيينها وهم في الحقيقة يزيدونها قبحا،حيث لا تجد من الأغاني الحماسية النظيفة إلا القليل،أما البقية فكلها أغاني تحتوي على مقاطع كلامية مخلة،وما يثير الاستياء أكثر هو تفاعل الشباب مع هذه الأغاني وترديدها دون خجل أو حياء، والافتخار بها أحيانا ونقلها من مدرجات الملعب إلى الشوارع العمومية مع نهاية اللقاءات الكروية، وهو ما يثير حالة استنفار قصوى لدى العامة، ويجعلهم يتبعثرون ويتجنبون ملاقاة رواد الملاعب عند صافرة النهاية، خاصة من كان مع أهله، كما أن العبارات العنصرية وجدت لها مكانا في المدرجات.
جيران الملاعب في مأزق
يوجد السكان من جيران الملاعب عبر مختلف ربوع المملكة في مأزق حقيقي تجاه هذه الظاهرة التي لم يجدوا لها حلا، وسنأخذ كعينة جيران مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء الذي يعتبر ملعبا محاطا بحزمة سكانية كبيرة، فمن السكان من يجبر على مغادرة بيته يوم إقامة مباراة محلية في هذا الملعب مثل مباراة الوداد والرجاء ، لأنه لا يستطيع البقاء في المنزل لسماع وابل من السب والشتم والألفاظ القبيحة المنبعثة من حناجر الجماهير أثناء المقابلة أو بعدها، أمام أبنائه أو عائلته نظرا لحرمة هذا الموضوع.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.