لامكان للإختباء..!!

abdelaaziz623 سبتمبر 2024آخر تحديث :
لامكان للإختباء..!!

بقلم :محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،

عالم جديد من حروب غير تقليدية ،في تسعينيات القرن المنقضي وفي حديث مُتلفزٌ ، أعلن الرئيس المصري الراحل //حسني مبارك عن إنتهاء الحروب التقليدية وأن العالم . مُقبِلٌ . علي الحروب التكنولوجية ،

ما حدث أمس الجمعة وماحدث هذا الأسبوع من تفجير اجهزة الهواتف اللاسلكية الاخيرة في لبنان وسوريا وتفجير مقر اجتماع سري لقيادات حزب الله /أمس الجمعه.. واغتيال حوالي 20 //من القيادات العسكرية // بعد عملية اغتيال ابراهيم عقيل / نقطة ومن أول السطر ،مع صراع جديد بين حزب الله وإسرائيل ،لبنان أصبحت علي حافة الهاوية ،فالموقع الجغرافي للعملية الأخيرة امس في منطقة الضاحية وبالقرب من برج البراجنة والمخيمات الفلسطينية في بيروت العاصمة وهي من الناحية الديموغرافية أكثر المناطق كثافة للسكان (لبنان ليست غزة )فحرب غزة حرب مدن وشوارع ، اقترح ان يستخدم مصطلح جديد في علم “الجغرافيا العسكرية” مصطلح جديد في الحروب في الربع الأول من الآلفية الجديدة.اطلقت علية إجتهاد شخصي (الحروب عن بعد) بإستخدام التكنولوجيا الحديثة ، ليس جديداً الأغتيالات ولكن ظهرت مع تسعينيات القرن الماضي بطرق حديثة وتكنولوجيا عالية . في تصفية الرئيس الشيشاني عام 1996 وتصفية القيادي //يحيي عياش الذي كان يطلق علية // مهندس التفجيرات في كتائب “عز الدين القسام “،

بقتلة بتفجير شحنة صغيرة مثبتة في هاتف صديقه الخلوي .،كذلك تم تصفية

الرئيس الشيشاني {دوداييف } كذلك قتل في عملية اغتيال بصاروخ موجه أطلقته قاذفات مقاتلة روسية نوع سوخوي 25 في خلال إجراءه مكالمة هاتفية عبر هاتف عامل بالأقمار الصناعية استغلتها القوات الروسية لتحديد مكانه وقصفه”. وحوادث كثيرة بعضها معلن والأخر مخفي في الحرب السرية، انصح كل عربي أن يقرأ كتاب” لا مكان للإختباء” لضابط المخابرات الأمريكي أدوارد سنودن “ليعلم القاصي والداني اننا الأن شعوب عارية في بيوتنا وحتي لو كنا تحت الأرض ، أدوارد سنودن.لدية

آلاف الوثائق الدامغة،علي التلصص علي العالم .كما جاء في كتاب /جورج اورويل /الذي رحل عن عالمنا العام الماضي في كتابة /1984 /

ومع قصة عميل الاستخبارات الامريكية.سنودن” الهارب في روسيا عام 2013 //والمحكوم علية بالإعدام بتهمة الخيانة العظمي في جعبتة آلاف الوثائق الدامغة في عملية تشبة قصة فيلم سينمائي ،

بالتعاون مع المحامي والصحفي “جلين جيرانولد”

وتم اللقاء سرًّا .

في “هونج كونج” حيث طلب (أدوارد سنودن) من جلين وضع الهاتف في علبة بلاستيك ووضعه في الثلاجة في الفندق في هونج كونج ثم هرب الى روسيا بمساعدة المخابرات الصينية،

وقال له سنودن ضاحِكًا ان من المرجح ان سيارة الأجرة من المطار الى الفندق سجلت كل رحلتك لأن كل الهواتف مرتبطة بالاقمار الصناعية لكن سنودن تواصل معه في أمريكا عبر برنامج مشفر لا يُخترق ارسله اليه.لأن سنودن كان يعمل في مركز تجسس خاص أهم من {السي آي أيه}، ويتجسس على كل العالم بما في ذلك مؤسسات الامم المتحدة والبنوك والمؤتمرات السرية والاتحاد الاوروبي من خلال برنامج داخلي للتجسس يطلق عليه “سبيشال كولكشن سيرفيس” في أكثر من (80) سفارة وقنصلية على مستوى العالم وذلك بدون علم البلد المضيف وفي بعض حالات الجرائم او القتل يتم تبادل المعلومات والصور والوثائق بناء على تعاون دولي مخابراتي وكل الاتصالات والملفات والوثائق والصور يجري الاحتفاظ بها لسنوات في كل انحاء العالم في الاقمار الصناعية وشبكات الاتصالات المحلية وهي ملزمة بتقديمها للمحاكم عند الطلب حتى لو كانت الملفات والصور والمحادثات محذوفة أو مشفرة يتم استعادتها، وهذة المنظومة اصبحت منتشرة في معظم دول العالم ،واتذكر عام 2001 وبعد احداث برجي التجارة العالمي أثناء اقامتي في ايطاليا .نشرت صحيفة (ديلي سيرا ) الايطالية خبر ان الولايات المتحدة طلبت من الحكومة الايطالية تفريغ سجلات مكالمات حوالي 30الف محادثة ..في عام 2001 وقبل احداث //11//من سبتمبر غادر الاراضي الايطالية زميل يعمل معي في المركز الإسلامي في مدينة ميلانو للعمل في الولايات المتحدة وترك العمل في ايطاليا وبعد حوالي شهر اتصلت القنصلية الامريكية في ميلانو ،بمدير المركز الاسلامي بمنطقة سيجراتي في ضواحي ميلانو علي ان يبلغ شقيق الزميل المرحوم //محمد رضا البدري ،أن يحاول الاتصال بأخية في نيويورك وان يسلم نفسة للشرطة في فترة اقصها اسبوعين .وبعد انقضاء المدة تم رصدة من قبل المباحث الفيدرالية عبر هاتفه المحمول في محطة وقود عن طريق طائرة وتم اقتيادة في الطائرة وترحيلة الي مصر وابلغت السلطات الايطالية انه شخص غير مرغوب فيه ،،

في حديث جمع بيني ودبلوماسي مصري عام 2003 خارج مقر البعثة الدبلوماسية في احدي الدول الاوروبية طلب مني اغلاق الهاتف ثم طلب مني نزع اليطارية من الهاتف رغم هاتفي من الموديلات القديمة وبدون شبكة انترنت،وقال ان الهاتف يسجل اي مكالمات رغم اغلاقه ، يوجد الان جهاز الجرائم الالكترونية المعروف رسميا” قسم مكافحة الجرائم الالكترونية في معظم الدول ” يمتلك اجهزة حديثة وفعالة وكوادر متخصصة وتمكن من الحصول على ملفات وحقائق في حالات الجرائم الاخلاقية كالإبتزاز والخيانة والنصب والإحتيال.،. يعرِفُ . سنودن عن خبرة كيف تفعل الهواتف عن بعد حتى لو كانت مغلقة،

ومع ذلك ورغم العلبة والثلاجة قال سنودن ضاحِكًا:

” الوضع غير آمن، يمكن التلصص علينا من خلال شاشة التلفاز،

أو طائر الكتروني على شجرة قرب النافذة”.

يقول سنودن في الكتاب إن جميع المكالمات في العراق والرسائل النصية والصور والأفلام تحت سيطرتنا،

ونحصل كل شهر على أكثر من ملياري مكالمة وملف ونص وصورة

من العراق وتخضع لنظام تصفية مرشحات بتقنية عالية وسريعة.ويتحدث عن أدق وسائل التجسس الآمريكية من طيور وحشرات الكترونية الى أقمار صناعية وغواصات في أعماق المحيطات، وفي مناطق النزاع يتم زرع أو رمي صخُورًا صناعية تشبه أشجار أو صخور المنطقة،

مزودة بكاميرات عالية الدقة،

فلا يمر عصفور أو أرنب دون أن يقع تحت العدسات، وكانت كل اتصالات القيادة العراقية تحت الارض بكبلات

نصغي لها من خلال نباتات صحراوية صناعية تجسسية خلال غزو الكويت.

مع ذلك كانت كل وسائل التجسس المعروفة وغير المعروفة والمصادر البشرية، وحتى بأجهزة لم تعرف حتى اليوم، ويكشف سر لماذا

لم تشاهد طوابير “داعش” في الطريق الى الموصل، ولا أي طابور وحتى اليوم،

لأن الدواعش يلبسون طاقية إخفاء من فقهاء (السي آي أيه)وهو يسخر من العقليه العربية التي تعيش عصور البداوة والجهل والتخلف .يقول سنودن في الكتاب لو اردنا اغتيال شخصية منافسة في صفقة سياسية او اقتصادية او مصرفية نرسل له حشرة الكترونية بحجم بعوضة تدخل من النافذة الى غرفة النوم وتلسعه بابرة سامة نخرجها او في مؤتمر سري نرسل

طائِرًا الكترُونيًّا بالحجم والشكل الحقيقي لكي يغرد قرب شجرة المؤتمر وينقل لنا كل ما يدور حتى لو كانت النوافذ مغلقة عن طريق التقاط ذبذبات الكلام من الزجاج.

يقول سنودن:

” اذا كان عندك في المنزل أربعة هواتف، وتلفاز حديث يعني عندنا خمسة جواسيس عليك

بالصوت والصورة، ومن الأفضل ألا تأخذ معك الهاتف للحمام

أو غرفة النوم ولو كان مُغلَقًا،

لأننا نفعله عن بعد وأنت في أو ضاع خاصة”.يقول صديقي الكاتب /العراقي حمزة الحسن في حوار علي مقاله أمس بشأن التفجيرات الاخيرة قال.. لي هناك ضابط عراقي كبير برتبة فريق في حوار مباشر أننا اكتشفنا ان أزرار بدلات كبار الضباط الاحتفالية وعادة تكون كبيرة ومغطاة بقماش من نوع البدلة هي في الواقع اجهزة تنصت،

كما ان الدواعش اكتشفوا ان جميع الدبابات والمدرعات الهامر عند الاستيلاء عليها في الموصل مزودة بأجهزة تعقب،

وحتى الطائرات الحربية الحديثة التي حصل عليها العراق من أمريكا مبرمجة لمسافات محددة مع اجهزة تعقب وربما تفجير لو خرجت عن المجال المحدد في اتجاه اسرائيل .مثلًا .

إن عالم اليوم عالم القرية الصغيرة والحارة ،عالم عَارِيَ من الإختباء ، لدول عربية هشة تكنولوجية ،إسرائيل بها جامعات من التصنيف الأول في العالم رغم يوجد بها جامعات لايتعدي سكانها عدد سكان قريتنا تصدر تكنولوجيا بأكثر من دخل اكبر محافظات مصر ، لكننا اليوم في عالمنا العربي انشغلنا بالإبداع علي شبكات التواصل الاجتماعي لكل الحمقي الذين يدعون المعرفة وهي أخطر من الجهل .أمة إقرأ لاتقرأ ،اطرح سؤال من قرأ كتاب هذا العام ولكن تجدهم علماء ومفكريين وأدباء وساسة وخبراء في كل المجالات،علي شبكات التواصل ، فكيف تستطيع أن تحارب عدو لدية العلم الحديث ، ونحن ابطال من ورق .،،،!!

محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ،في علم الجغرافيا السياسية ، saadadham976@gmail.com

الاخبار العاجلة