بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،شتتبر،2024.
زمان ، عندما كنا صغارا ، لم نكن نجرؤ على سماع أغنية فيها كلمة حب في حضرة والدينا ، رغم ان الموسيقى كانت راقية، كلمات ولحنا واصواتا.
وكانت كلثوميات اذاعة” هنا لندن” تكون عندنا ذلك الإحساس بتملك الاغنية بكل جوارحنا ، وكذلك كان الحال مع الاغنية المغربية التي ابدع فيها فنانون وفنانات بكلمات راقيةلا تستحيي ان تسمعها في حضرة الوالدين .
لا اعرف ما الذي اصاب أغنيتنا المغربية ،ولا حتى منابرنا الإعلامية ولا مهرجاناتنا التي تستضيف وجوها تنتسب الى الاغنية المغربية بلا روح ولا معنى .
مؤلم ان تقع عينك على كليبات تحصد الملايين لشباب فقد كل قيم الفن وهو يتلفظ بكلام نابي وقبيح ويلحنه ويقدمه كأغنية ،
مؤلم ان تجد هؤلاء ضيوفا في برامج تلفزية وكأن الإعلام يقدمهم قدوة للناشئة ،
أي إنحراف هذا الذي جعل كلمات ساقطة جارحة للسمع والحياء ،غارقة في الإيحاءات الجنسية ،و عبارات سوقية ان تتسلل الى الاغنية المغربية ؟
أين الرقابة ؟وأين هذا الزخم من الهيئات والمؤسسات والنقابات الفنية ؟
اين علماء الامة ؟ واين عزة النفس عند اعيان ومشايخ البلد ؟
اينكم يا رعاة الأمة ؟
كيف يعقل ان تتحول منصات المهرجانات الى مرتع للحشاشين و السكارى و إطلاق السباب و الشتيمة عبر ميكرفونات تعم المكان ،وهواتف تنقل المشهد الى ما وراء المكان و الى كل الامكنة .
حتى الجلسات النسائية الحميمية التي كانت محرمة على الرجال والاطفال مما تعرفه من تغني بالجسد والجنس ،هاهي تتسرب عبر الهواتف لتغزو العالم الإفتراضي ،نساء يتغنين بالجسد بشكل فكاهي و فيه معاني ،لكلها حميمية تخص علاقة المرأة بالرجل ،
لكن كل هذا يحدث في حضور طفلات بريئات يتم اقحامهن في عوالم لا يرقى لها سنهن ،واما تسريب الفيديوهات فقد الحق اضرارا كبيرة بصورة المرأة المغربية .
أشخاص يغنون كلاما ساقطا واصبحوا من نجوم فضاءات التواصل الإجتماعي ،ولهم البومات كلها على نفس الشاكلة ، يمشون بيننا وإسمهم فنانين ومغنيين ، ولا تتحرك فينا نخوة الرجولة لنراهم مجرد اصوات عاهرة قادمة من الصرف الصحي !!!!
لقد جعلنا منهم قدوة للناشئة ،و كلما ساهمنا في انتشارهم ،وكاننا ننشر السرطان في جسم الاغنية المغربية ، هؤلاء مكانهم السجن يتهمة التحريض على الفساد ، وتبا لمن يقول حقوق الفن والإبداع ، فلا إبداع في السب و الشتم والالفاظ الجنسية الساقطة ،
ابعدوهم عن شاشاتنا ،وناشئتنا و لا تجعلوا لهم مكانا بين شؤوننا ، فهؤلاء يهدمون القيم ، ولا نملك لهم سوى الدعوة بالهداية و ندعو الله ان تبصر بصيرة المسؤولين ويوقفوا هذه التفاهة الهدامة .
فهل تعتبرون ؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.