ربع قرن من تاريخ المغرب: بقايا اعطاب نصف قرن !!!

voltus17 يوليو 2024آخر تحديث :
ربع قرن من تاريخ المغرب: بقايا اعطاب نصف قرن !!!

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ، اكادير،يوليوز،2024.

ربع قرن مرت على حكم الملك محمد السادس للمغرب، وفي تقديري ان هذا الرقم لا يجب أن يقتصر على إلصاقه بحكم ملك ، فربع قرن هو تاريخ أمة وتاريخ شعب قبل أن يكون حصيلة حكم ملك .

ما اريد قوله هو ان بلادنا بعد ربع قرن تحتاج إلى وقفة تأمل في مصير أمة بكاملها ،لأن هذا الزمن يعني الكثير ،

ـ اول منطلقاته ان سكان المغرب يعيشون الجيل الثالث لمغرب ما بعد الإستقلال ،

ـ ثاني هذه المنطلقات ان دستور 1996 لازال هو المعمول به مادامت غالبية مضامين دستور 2011 لم ترى نصوصها التشريعية والأنظمة التطبيقية النور بعد .

ـ ثالث هذه المنطلقات أن الاعطاب التي ورثها الحاكم قبل ربع قرن لازال كثير منها يعاند الإرادة الملكية حتى بدت تلك الاعطاب وكأنها اصبحت بنيوية في امتنا كالأمية و البطالة و أزمة التعليم و الصحة ،او لنقل مؤشر التنمية بدقة وصف .

ـ رابع هذه المنطلقات ان عطب الوحدة الترابية الذي ورثناه من الجيل الاول لازال يلازم بلادنا دون ان يعني ذلك أن بلادنا كانت مكثوفة الأيدي بل يمكن القول ان انتصارات تحققت لكن الإنتصار الكبير لازال لم يرى النور .

ـ خامس هذه المنطلقات ان عطب التشريعات التي ورثناها من المستعمر الفرنسي لم نستطع بعد أن نقطع معها ،و لازالت جاثمة على مؤسساتنا التي رغم كل التعديلات التي لحقت انظمتها فلازالت الحكامة تدق بابها بلا مجيب .

ـ سادس هذه المنطلقات سوء استثمار جغرافية الوطن فيما يحقق الرفاهية للإنسان فلازال المواطن محروما من خيرات بحار وطنه ،ومتخبطا في برامج فلاحية جعلت الارض لا توزع زرعها على كل من يمشي عليها بالمناصفة و العدل وحسن التدبير ، رغم مغرب اخضر حول البلاد إلى حديقة خلفية لاوربا تزهر كي تستقر اوروبا .

ـ سابع هذه المنطلقات ، نظام ضريبي مجحف و غير عادل دفع ولازال يدفع الكبار الى التهرب الضريبي و عدم الإقرار الحقيقي بأنشطتها ، والصغار الى امتهان مهن حرة تهرب من التنظيم المؤسساتي فاغرقت البلاد في الإقتصاد الغير مهيكل ، وسبب هذا التهرب غياب العدالة الجبائية

ـ ثامن هذه المنطلقات استمرار إنحلال قيم المجتمع بسبب التحولات التي تغزو البلاد لعل من فوارقها زحف التكنولوجيا على مجتمع امي افرز واحدة من أكبر اعطاب المرحلة وهي الأسرة ،وها نحن لازلنا نقلب فصول مدونة الأسرة.

ـ تاسع هذه المنطلقات الإبداع ، بكل أصنافه ، فلا مفكرين حاملي مشاريع من قامة الجابري والعروي، ولا فنانين من طينة بلخياط والدكالي وآخرون و اخريات ولا فنون مسرحية من مستوى الطيب الصديقي و والطيب لعلج و ثريا جبران و آخرون و اخريات ،

ـ عاشر هذه المنطلقات الصحافة و الإعلام ، حيث مهما تعددت المنابر ،ورغم صمود اسماء منها امام موجة التغيير يبدو انها أصبحت مجرد هيكل عظمي للدولة تقتات من دعمها بعد ان هرب منها القراء ،وما يسري على المنابر يسري على القنوات العمومية التي لازالت تكرس التفاهة و السطحية و الرأي الواحد في غياب القنوات الخاصة .

فهل سنحتاج الى ربع قرن آخر حتى نتخلص كليا من هذه الاعطاب ؟

في تقديري ان ربع قرن الماضية كانت أكثر ازدهارا مقارنة بالتي قبلها ، و هذا يعني اننا في الطريق الصحيح ، لكن ماهو مؤكد ان الاعطاب العشرة لازالت تجثم على حاضرنا و ترهن مستقبلنا ، ومحطة الربع قرن هي مناسبة لنقف لنعيد الحسابات خاصة وأن كورونا اربكت كل نتائج المخطط التنموي وجعلته تقريرا يحتاج الى مراجعة شاملة حتى قبل أن يشرع في تنزيله .

بلادنا في ربع قرن إنتصرت على الإرهاب في 16 ماي ، وعلى كديم ازيك في العيون ،وعلى أزمة الحسيمة وجرادة ،وعلى موجة الإطاحة بالأنظمة تحت شعار الربيع العربي ،

بلادنا في ربع قرن تصدت لكل محاولات وقف زحف البلاد نحو التنمية ، لكن ايضا صاحبت ذلك نهضة في البنى التحتية و المباني و الخدمات فاقت كل الإنتظارات.

لكن الإنسان لازال يعاني من الاعطاب العشرة ، اعطاب جعلت غالبية الشعب لا يحس بروح الإنتماء ،لاننا شعب لا يحب الإنكسار ، عرق أبي يحب أرضه ووطنه ويريد ان يتباهى به بين الأمم ،

وقد عاينتم جميعكم كيف أن مجرد لعبة ككرة القدم أحيت في المغربي حب وطنه وتباهيه بإنجازات منتخبه .كما عاين العالم تضامن المغاربة في كورونا وفي زلزال الحوز ،

هذا الوطن يستحق منا اكثر و افضل واحسن ، و نملك كل الصبر ان ننخرط في ربع قرن القادم في كل ما يمكنه ان يرفع عنا هذه الاعطاب ،ويفتح للاجيال القادمة ابواب الامل والعيش الكريم و الانعتاق و النجاح و التفوق ، في ظل ملكيتنا التي تبقى عزوتنا و حامية ملتنا و الضامن الاول لحاضرنا و مستقبلنا.

فلا تخذلوا هذا الشعب العظيم وهذا الملك الأصيل …

فهل تعتبرون ؟

ملاحظة : ” نحتاج الى تعاليقكم و تفاعلكم حتى نتناسب مع خوارزميات الفيس بوك ، فلا تبخلوا علي ” بوركتم .

الاخبار العاجلة