عبد المالك بوغابة
سيسدل الستار عن الجولة الأولى من مسرحية تكوين الحكومة الإسبانية بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة. التي انتهت كما كان منتظرا ؛ بعجز “خيخو” رئيس الحزب الشعبي المنتصر في تلك الانتخابات عن الحصول على المقاعد الممكنة للضفر بالحكم . فعجزه عن استمالة مقاعد أحزاب المنطقتين المشمولتين بالحكم الذاتي (الكاطلان و الباسك ) ؛ حالت دونه و التمكن بالأغلبية المنشودة.
تحالفه مع اليمين المتطرف أبعدت عنه التحالفات الممكنة الأخرى.
سيعين ملك اسبانيا الرئيس الحالي “سانشيس”، و زعيم الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني بمحاولة الفوز بما فشل فيه “خيخو”. له كل الإمكانات… لكن الأحزاب النفصالية الكطلانية — هي أساسية للوصول إلى الأغلبية المريحة– تشترط عليه منذ البداية شرطين للوقوف إلى جانبه:
— منح العفو الشامل لكل السياسيين الكطلانيين المدانيين بالإنفصال . هذا الشرط يمكن لسانشيس تلبيته ، ما دام العفو على “المحكوم عليه” بصفة عامة وارد في الدستور و لا يخالف نصوصه.
— الوعد بإجراء استفتاء شعبي في كاطلونيا حول امكانية الإنفصال من اسبانيا .
هذا الشرط يظهر من الوهلة الأولى بأن لا أحد من الأحزاب الوطنية سيوافق عليه. هو في حد ذاته سيف ذا حدين يتربص بعنق “شاتشيس”. فإما يقبله فيفوز بفترة حكم ثانية و تنتهي حياته السياسية بصفة نهائية بعد حين. أو يرفضه على حالته ؛ فتبتعد عنه فرصة تكوين تحالفات مثمرة قصد البقاء في الحكم.
بالتالي سيفشل في الحصول على ثقة أغلبية “الكورتيس” في النصف الثاني من أكتوبر كما وقع ل”خيخو” اليوم. ليتقرر اجراء انتخابات جديدة.
هذا نظريا، لأن في السياسيةلا يوجد مكان لكلمة “مستحيل”؛ إذ ربما سيخرج السياسيون بحلول اخرى و لو شكليا ، لتغيير مصطلح الإستفتاء.
فكما يظهر من تصرفات الرئيس الحالي، أنه مستعد للتحالف مع الشيطان ليفوز بكرسي الحكم.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.