سليم لواحي
الموسيقى والسينماتوغرافي هما أداتان تستخدمان لنقل حالة الفيلم، وكلما تم الإمعان في تفردهما، أضاف ذلك إلى رصيد الفيلم، وربما هذا هو ما حدث مع الفيلم الروائي الجزائري “سولا” للمخرج صلاح إسعاد، إذ ساهمت موسيقى نيكولا مونتاني وصورة آرتير فونجي في تأصيل تجربة البطلة سولا بحري لينتج عنها فيلم أصيل.
ينتمي فيلم “سولا” إلى نوعية أفلام الطريق، فعلياً ومجازياً، فمن خلاله نتتبع رحلة البطلة التي تبحث عن حل لمشكلتها، بينما نسير في طريق فعلي، تتنقل “سولا” خلاله من سيارة إلى سيارة، وبين مجموعات مختلفة من الشخصيات التي تمتلك دوافع متنوعة، ومواقف مختلفة تجاه “سولا” نفسها، وعلى الرغم من أن معظم الأحداث تدور داخل سيارة إلا أن كاميرا فونجي كانت دائماً ما تجد سبيلها نحو البيئة المحيطة الخارجية، من خلال لقطات واسعة ترصد الصحراء والحضر، وحياة الليل والنهار وغيرها.
وبينما ننتقل بصرياً من بيئة إلى بيئة، ننتقل على مستوى السمع بين حالات شتى، فموسيقى نيكولا مونتاني مشبعة بالتأثر والإشفاق على حالة البطلة، بينما جاءت اختيارات الأغاني التي ظهرت في أحداث الفيلم كلها لصالح مطربين جزائريين، إذ يظهر في شريط الصوت دويتو الشاب مراد والشاب نادر “راحة لسكة”، ودويتو آخر “مين روحتي توحشتك” للشاب حميدو مع الشابة فايزة، وأغنية “مانيش كيما بكري” للشاب بلال الصغير.
يدور الفيلم حول سولا، وهي أم عزباء، يطردها والدها من بيت العائلة لتجد نفسها ورضيعها بلا مأوي، تحاول سولا إيجاد مكان آمن فتضطر لقضاء الليلة تتنقل من سيارة لأخرى مع عدة أشخاص، وطوال ليلة مليئة بالأحداث بين شوارع الجزائر، تحاول سولا أن تغير مصيرها ولكن للقدر رأي آخر.
وانطلق الفيلم تجارياً في سبع مدن مغربية بداية من يوم الخميس 12 ومستمر حتى 31 مايو 2022، وذلك بعد عروضه في السعودية ولبنان وموطنه الجزائر. كما يشارك في سوق مهرجان السينمائي الدولي، وفاز مؤخراً بجائزتي أفضل ممثلة وأفضل فيلم في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد لتصبح الجائزة الثالثة في مشواره. الفيلم من إنتاج شركة إسعاد للإنتاج الأفلام (الأخوة تقي الدين، عبد الغفور وصلاح إسعاد)، ويشارك في بطولته إيذير بن عيبوش وفرانك إيفري، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيعه وتسويقه عربياً.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.