عبد الرحيم الهريوي
منشور حول التمور الجزائرية المشبوهة التي تجوب العالم لما تحمله من أخطار على الصحة العامةأمست كاشفة لنا عن سرطانات خفية وهي الأفظع..!!
بعدما لقي منشور التمور الجزائرية المشبوهة ما لقيه من هجمة فيسبوكية كبيرة ،ة لا تمت للعقل والحوار الهادئ بصلة،إذ كان هدفنا الأسمى الذهاب بعيدا ..في سبيل وعي مجتمعي وحوار عمومي..لكنه للأسف ظل غائب عن الأقلام والأذهان معا لجيل بكامله، وتبعا كذلك لعدة محطات سابقة: (تمور جزائرية مسرطنة تجوب العالم..!!) وكانت وما تزال كاشفة لأضراره الجسيمة على صحة المغاربة الذين ليست لهم ثقافة تواكب الأخطار الناجمة عن ٱستهلاك كل شيء ..وبعد هكذا تعليقات شاردة ..جوفاء ..حمقاء..بيزنطية سميها ما شئت ..تبين لنا بالفعل مدى مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي الذي وصلنا إليه من ما نلمسه من ٱنحطاط فكري وثقافي عام مخيف ، وغياب اللغة الهادئة والمناسبة بدون تشنجات في سنا ونور الحوار الهادئ والأسلوب اللغوي السليم ،وكله ناجم بالطبع عن مستوى تعليمنا ومقرراته التي ساهمت بالفعل على خلق جيل فريد من نوعه وما سماه الراحل السوسيولوجي المغربي محمد ݣسوس بالتضبيع ..لذلك يقال أريني مقررك الدراسي أقول لك أي جيل سيكون لديك بعد ثلاثين سنة..ولا شيء يصنع اعتباطيا بدون تخطيط مسبق خاصة ونحن أمام مصنع بشري هو المدرسة والمادة الخام هي البشر والعمال هم العنصر البشري الذي يقوم بمهمة التربية والتكوين..
تدوينة عن المنشور أعلاه من قلم لغوي بليغ، وأستاذ نظيف الهندام والأفكار ،سي مصطفى الإيمالي..
عزيزي سي عبد الرحيم، عذرا والاختلاف لا يفسد للود قضية: هي جملة أسئلة حاصرتني على هامش هذه الحملة المسعورة المتهافتة حول الثمور الجزائرية. هل الثمور الجزائرية التي لطالما استوردناها واعتشنا بها منذ عقود، لم تظهر خطورتها إلا في السنة الراهنة؟ وهل المغرب وحده من يستورد هذا المنتوج؟ لماذا لم تعلن ولو دولة واحدة أخرى أن هذه الثمور فعلا مسرطنة، ومنها دول تعرف صرامة في مراقبة ما يتم استيراده؟ حين ننجرف وراء هذه الحملة المسعورة، هل بدوافع عاطفية لا تعدوا مجرد ردود أفعال غير متعقلة وغير مسؤولة ثقافيا وفكريا؟ أم هو انجراف يخلط بين الأوراق التجارية والسياسية المسمومة الرامية الى التشويه والترويع عن غير بينة؟ أم هو انجراف من طينة: ” إذا ريح السياسة مالت ملنا حيث تميل”؟ ويبقى السؤال الجوهري المحكوم بمنطق العقل وبحس المسؤولية التاريخية للمثقف: هل هذه الحملة استندت الى بحث ودراسة وتجريب واختبار أثبت أن الثمور الجزائرية فعلا مسرطنة؟ لم أقرأ ولا سمعت من خبير في التغذية أكد بالاختبار والتحليل أن هذه الثمور مسرطنة. والسؤال المرّ: لماذا لن نشن نفس هذه الحرب الدونكيشوتية على الثمور الصهيونية وعلى الأسمدة الفلاحية المستوردة من الكيان الصهيوني والتي أكدت دراسات دولية منها الاسبانية بالخصوص أنها مدمرة، وقررت منع استيرادها، بينما تضررت منها العديد من الضيعات الفلاحية بمناطق متعددة في المغرب؟ سيسائلنا تاريخنا الفردي والجماعي عن كل إخلال بدورنا الثقافي المتعالي عن الحسابات الظرفية الضيقة. هذه مني وجهة نظر، مع تحياتي واحتراماتي.
التجاوب عبر الكلمات المتبادلة بيننا عن تدوينة سيدي مصطفى الإيمالي..
مرحبا بالنقاش والحوار الهادئ ووجدتني قد انهيت كتابة مقال نشرح فيها عواقب سرطانات مجتمعية أخرى تلمسناها من خلال التعليقات التي لا تمت بإبداء الرأي وما يتطلبه من مساءلة الواقع وطرح الأسئلة وتوليد الأفكار،بل كل ما تقرأه تجده يعكس ما تسمعه في الشارع العام من لغة من درجة القبح ..أما موضوع التمور فهو ليس بجديد ونحن لا نكتب بعاطفة إلا حينما نكتب نصوصا أدبية او شعرية لكن المواضيع الفكرية والاجتماعية فهي شيء آخر نحاول جهد الإمكان أن لا نبتلع الطعم من أي سنارة ولأي جهة كانت..ولا يتم توظيف أقلامنا لخدمة أجندة نحن نعرف أهدافها ومراميها،ونحن قد نكون قد مارسنا العمل السياسي في زمانه الذهبي وقبل الإفلاس ..وخلاصة القول هناك الشيخ غوغل وما علينا إلا ان نسأل عن ما يفيدنا في الموضوع وما كتب في شأنه لسنين مضت ومن بعدها نقارن ولا نحكم إلا من خلال واقع اجتماعي جزائري يعيش في طوابير رغم الثراء،فكيف لهؤلاء العساكر في جوارنا بأن يأتي منهم الخير او ما بقي منه وما تم تصريفه في حق شعب مغبون يعاني في صمت ..تحياتي العطرة سيدي مصطفى على بصمتك الجميلة .. أما موضوع الأسمدة الفلاحية والذبابة وهلم جرا فلا نجزم بأن الحروب الجديدة بما فيها الاقتصادية تستعمل فيها كل الوسائل والطرق ..!
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.