نادية ملاس
شيشاوة هذا الإقليم الغير بعيد عن مراكش الحمراء ، المدينة الأكثر رواجا واقتصادا وسياحة ، شيشاوة التي تحولت بفعل التوسع البشري والعمراني لتصبح إقليما شاسعا يجمع العرب والأمازيغ في رقعة تاريخية متجانسة تلتف فيها اللهجات والثراث لكن في عمق هذا النسيج تلوح لنا صور مقيتة محزنة ترسمها وجوه ساكنة شيشاوة ولا أعني هنا الطبقات الميسورة ولكن أقصد بها الآخرين من الفئات السكانية المحيطة بدواوير إقليم شيشاوة حيث الفقر والتهميش وقلة الحيلة ، حارت عدستي بما أبدأ التصوير وهل في وجوه النساء والشباب والأطفال أم أصوب العدسة نحو واقع الأرض والفلاح المستضعف ، أم أقلب صفحات المجالس القروية المحيطة التي تصلنا منها آلام الساكنة مجاط وسيدي المختار ، دوار البرج ، إيمينتانوت ، دوار آيت عبد الله ، قبيلة دمسيرة ، جماعة المومنة ، والقائمة طويلة ، ملفنا اليوم نسعى ليكون عنوان سلسلة من المواضيع التي نريد أن نوصل آلامها صوتا وصورة الى من يهمه أمر إقليم شيشاوة وهم كثر ونعرف أسمائهم سواء الذين عينوا أو اختيروا بصناديق الاقتراع ولا نريد في هذا الجرد الاعلامي أن نقلب صفحات الأسماء بقدر ما نريد أن نسلط الضوء الفاضح على واقع الشأن العام لهذا الإقليم الذي يعيش اليوم أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية لم يعد فيها للفقراء حد للصبر ، وقد تكسر حاجز الخوف لذى الشباب الذي يهاجر في جماعات كبيرة الى خارج هذا الاقليم هروبا من ذل عيش لم يعد كريما وهم رجال المغرب الجديد فهل ستظل سلوكات المسؤولين تطغى على الواقع وتفرض هروبا جماعيا من إقليم شيشاوة نحو المجهول .
أعتقد أنكم أدركتم رسالتنا ، التي نحصر عناوينها فيما تعيشه قرى ودواوير اقليم شيشاوة ومسؤولية المجالس القروية ” مامسوقينش ” لكن عملة الواقع ستفرض رنينها على الأرض ، فالجميع يشكو الفساد والإهمال ، وسحابة الفقر غطت جهات هذا الإقليم الذي يجمع بين الغنى والفقر في دائرة ضيقة تجمع المدقع والميسور في مساحة واحدة شكلها هرمي لكنه مقيت ومخجل للغاية .
البطالة ، والفساد ، والإهمال التام ، والفقر الجائح ، والنهب لخيرات المنطقة ، والفلتان الاجتماعي ، وهضم لحقوق المستضعفين وارتفاع لمؤشر الغنى الفاحش وطفولة مهملة وجرائم بدأت أرقامها تنتفخ ، وانتحارات لطفولة وتسيب داخل الجماعات البلدية والقروية ، وصمت كالقبور لرجال الإدارة وعيون المراقبة وجميع هذه القضايا سوف نكشفها لاحقا ، لكننا نأمل أن تستفيق الإدارات المعنية بشأن العباد خاصة الدواوير المحيطة بالإقليم خاصة مجاط ، وسيدي المختار ، وضرب للحائط بأصوات الجمعيات الحقوقية وحتى أصوات المستضعفين من الرجال والولدان ونساء يعشن “عيشة الذبانة فلبطانة ” فهل من مغيث وهل ستنهض ضمائر أهل المجالس ..؟؟؟
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.