احتضن فضاء دار الثقافة أم السعد بالعيون، يومي 26 و27 نونبر الجاري، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان عرس الصحراء، الذي نظمته النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمديرية الجهوية للثقافة بالعيون، في إطار اهتمام النقابة بالمكون الثقافي الحساني من خلال فنونه الموسيقية الفلكلورية والتقليدية والعصرية، وكذا الفرق الشبابية التي تعكس الوجه الجديد المتنوع والمميز للإيقاعات والطبوع الحسانية العريقة.
وأشار رئيس المهرجان ومدير الدورة، النقيب توفيق عمور، في كلمة بالمناسبة، إلى أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية، يأتي إيمانا من النقابة بضرورة الانفتاح على كل الألوان الموسيقية والروافد الفنية للمكون الثقافي بكل تلاويناته، ومواصلة لعملها من أجل تثمين كل الفنون وإشعاعها وكذا إشراكها في ملتقياتها وتظاهراتها الفنية.
واعتبر السيد عمور، أن مهرجان عرس الصحراء، يشكل فرصة للانفتاح على الثقافة الصحراوية وفنونها وشعرها وآدابها، ومناسبة هامة لربط الجسور مع مكون هام وأصيل في الهوية المغربية الغنية بأشكالها التعبيرية ومكوناتها المختلفة الأبعاد إنسانيا وحضاريا وثقافيا.
وأضاف أن “مهرجان عرس الصحراء، بالنسبة لمنظمتنا المهنية، وبعد مهرجان عاصمة الأنوار والفنون في دورتيه؛ الأمازيغية (آواخر 2019)، والتراثية (أكتوبر 2022)، يشكل محطة بارزة وفارقة في مسار النقابة، وتأكيد حضورها كفاعل مدني يساهم في تثمين موروثنا الثقافي والفني بكل تجلياته وفي متسع محيطه الجغرافي”.
ومن جهته، أشار المدير الجهوي للثقافة بجهة العيون – الساقية الحمراء، لحسن الشرفي، إلى أن مهرجان عرس الصحراء بالعيون يشكل قيمة مضافة للمشهد الثقافي بالمدينة، مبرزا أن الثقافة تعتبر جزءا لا يتجزأ في التنمية الشاملة، وانخراط المجتمع المدني في الدينامية التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
واعتبر السيد الشرفي هذه التظاهرة الثقافية والفنية تكريسا لما تشهده عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة من حركة ثقافية متنوعة ومتميزة طبعت السنوات الأخيرة بفضل الرعاية الملكية السامية لمثقفي جهة العيون – الساقية الحمراء، من خلال المكون الثقافي للنموذج التنموي، الذي جاء ببرامج تصب كلها في إطار العناية بالثقافة والتراث الحساني.
وأضاف أن المهرجان يعتبر أيضا محطة فنية تدخل في إطار استراتيجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل المتعلق بالجانب الثقافي والفني الرامي إلى الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي الحساني في شقه الغنائي والموسيقي، وترسيخ قيم الثقافة الحسانية الأصيلة بجميع أشكالها وتجلياتها المنسجمة مع تنزيل مقتضيات الدستور ولا سيما الفصل الخامس منه الذي جعل من الثقافة الحسانية رافدا من روافد الهوية المغربية المتعددة الأبعاد والجذور التاريخية والموحدة في أبعادها الوطنية والإنسانية.
وعرفت الدورة الأولى لهذا المهرجان، المنظم احتفاء بالذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى الـ67 لعيد الاستقلال المجيد، والذي سيحط الرحال بمدينة الداخلة يومي 2 و 3 دجنبر المقبل، تنظيم سهرات غنائية لمجموعة من الفرق المحلية، ولقاءات شعرية، وكذا ندوة حول موضوع “الغزل الرجالي والنسائي في الشعر الحساني: ملامحه وأبعاده”.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.