بأوامر
من السلطات ال جزا ئرية، يوم 12 نوفمبر 2022 على الساعة العاشرة والنصف صباحا، وذلك على الحدود
الجزائرية الموريتانية، شمال غرب منطقة البريگة، أ ثناء محاولته التوجه الى مخيمات الالجئين الصحراويين فوق
التراب الجزائري. وقد تعرض المناضل اباعلي لال حتجاز التعسفي والتعذيب و المعاملة المهينة، على مرأى من
زوجته وطفلته الرضيعة، وتم نقله على متن سيارة ألمن بوليساريو، تابعة للمدعو سيداتي الكرشة، الى مركز
احتجاز سري يبعد عن النقطة المذكورة ب حوالي أربع كلم شرق ال قاعدة العسكرية ال جزا ئرية األولى، حيث قضى
هناك يومين رهن االحتجاز التعسفي والتعذيب، قبل أن يتم إطالق سراحه بضغط من أقاربه وأصدقاءه، يوم 14
نوفمبر 2022 ،على الساعة الثالثة صباحا.
وتستنكر الجمعية الصحراوية لمناهضة اإلفالت من العقاب بمخيمات تندوف، بأشد العبارات ما تعرض له المدافع
الصحراوي عن حقوق االنسان بهية السالك اباعلي من اختطاف واحتجاز تعسفي وتهديد بالتصفية الجسدية ومعاملة
مسيئة وحاطة من الكرامة، على أيدي عناصر بوليساريو، الذين منعوه من ولوج المخيمات، بأوامر من السلطات
الجزائرية، وهو الذي كان في طريقه للمخيمات، في إطار نضاله للكشف عن مصير ضحايا االختفاء القسري و
القتل خارج القانون بمخيمات تندوف، ومن بينهم والده السالك اباعلي الذي اليزال مجهول المصير منذ اختطافه
نواحي تندوف بالجنوب الجزائري، و ذلك بعد أن زعمت قيادة بوليساريو قبل أسابيع، إطالق مبادرة تصالحية
موهومة تجاه ضحايا االنتهاكات التي ارتكبتها في حق المئات من الصحراويين والموريتانيين بمراكز االحتجاز
السرية التي تديرها بالمخيمات .
إن االنتهاكات التي تعرض لها المناضل الصحراوي بهية اباعلي ت شكل دليال قاطعا على زيف مزاعم بوليساريو
بخصوص خدعة جبر الضرر الذ ي لحق بالضحايا والتصالح معهم، والتي ال تعدو أن تكون ذرا للرماد في العيون،
ومحاولة لتلميع صورة الجزائر البشعة في مجال حقوق االنسان، عشية اجتيازها االستعراض الدوري الشامل،
أمام مجلس حقوق االنسان، وكذلك لمحاولة االلتفاف على مطالب ذوي الضحايا وإ سكاتهم خالل المؤتمر المسرحية
الذي ي عده نفس الجالدين على مقياسهم ، من أجل ضمان بقا ءهم في مناصبهم لمواصلة ممارساتهم الديكتاتورية
والقمعية ضد صحراويي المخيمات، بمؤازرة من السلطات الجزائرية التي تضمن لهم اإلفالت من العقاب، م ج هز ة
على حق الضحايا وذويهم في الكشف عن حقيقة االنتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، ومحاسبة الجناة الضالعين
في تعذيب واغتصاب الصحراويين وقتلهم خارج نطاق القانون، وكذا حقهم في جبر الضرر من طرف الدولة
الجزائرية كما ينص على ذلك القانون الدولي و المعاهدات الدولية التي وقعتها، والتي تؤكد على مسؤوليتها التامة
باعتبار أن هذه الجرائم وقعت على ترابها وتحت وال يتها القضائية.
وانطالقا من مبادئ العدالة االنتقالية المتعارف عليها دوليا، والتي تنص عليها مجموعة من المواثيق الدولية، فإن
الدولة الجزائرية هي من تتحمل وحدها مسؤولية توفير أدوات انتصاف عادلة ونزيهة، تضمن للضحايا
الصحراويين وذو يهم، حقهم في الكشف عن حقيقة االنتهاكات التي وقعت على ترابها، بما في ذلك الكشف عن
مقابر المختفين قسرا، وتسليم رفاتهم لعائالتهم قصد إقامة العزاء ودفنهم بشكل يحفظ لهم كرامتهم، وكذا إجراء
تحقيق مستقل ونزيه حول هاته االنتهاكات، ومحاكمة الضالعين فيها أمام محاكم مستقلة، وتوفير جبر الضرر
الفردي والجماعي للضحايا وذويهم .
وحيث أن هذه المبادئ تشكل اإلطار المعياري الدولي الذي يؤطر تجارب العدالة االنتقالية دوليا، فإننا نعتبر أن
“المصالحة الموهومة” التي أطلقتها قيادة بوليساريو بإيعاز من السلطات الجزائرية، ليست إال هروبا إ لى األمام
من طرف هاته األخيرة، التي بات ملف اإلنتهاكات التي ارتكبها قياديو بوليساريو فوق أر ا ضيها يقض مضجعها،
ويحاصرها أمام المنتظم الدولي، خصوصا بعد تراكم مجموعة من المقررات الألممية، التي تدين التفويض غير
2 /2
القانوني من طرف الدولة الجزائرية لسلطاتها لفائدة بوليساريو، بشكل يضمن لهاته األخيرة االفالت من العقاب
ويحمي المجرمين ويجهز على أصوات الضحايا.
وبناءا على كل ما سبق، فإننا كمنظمة غير حكومية تنتصب للدفاع عن حقوق ضحايا قيادة بوليساريو، وتناضل
ضد كل محاوالت التنصل من المسؤولية القانونية التي ترتكز عليها المواثيق الدولية ذات الصلة، نعلن الرأي العام
الدولي ما يلي :
1 .تضامننا مع األخ بهية اباعلي، أمام ما تعرض له من انتهاكات على أيدي عناصر بوليساريو بأمر من
السلطات العسكرية الجزائرية، والتي تشكل منهجا غير جديد، تنتهجه ضد كل من يخالفها الرأي السياسي
أو يناضل من أجل فضح واقع االنتهاكات بمخيمات تندوف.
2 .تحميلنا الدولة الجزائرية مسؤولية ما تعرض له المناضل ب هية اباعلي، وهو الذي يقود معركة طويلة
األمد ضد من ثبت ضلوعهم في اختفاء والده داخل المركز السري الرشيد، جنوب غرب الجزائر .
3 .إشادتنا بروح المسؤولية والوعي الكبير الذي أبان عنه الضحايا وذويهم تجاه مناورات بوليساريو
المفضوحة، وذلك برفضهم لكذبة المصالحة التي أطلق تها عصابة بوليساريو، بإيعاز من السلطات
الجزائرية، بشكل أفرغ هاته المساعي الخداعة من أي محتوى، وجعلها تنكسر أمام صالبة إرادة كل
المناضلين الصحراويين الذي باتوا أكثر عزما على االستمرار في معركتهم أمام اآلليات الدولية، ضد
مساعي الدولة الجزائرية للتنصل من مسؤولياتها تجاه كل ضحايا االنتهاكات التي ارتكبتها بوليساريو
على ترابها.
4 .عزمنا االستمرار في نضالنا ضد محاوالت اإلفالت من العقاب بمخيمات تندوف، الذي تسعى السلطات
الجزائرية إلى تكريسه، عبر فرض سياسة األمر الواقع، ضدا على التزاماتها الدولية.
مدريد في 24 نوفمبر 2022
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.