حقق نادي “أڤاداس” مكسبا مهما سيسجل في تاريخه كجمعية رياضية، لما وجه الدعوة لفريق نسوي لكرة القدم من نيجيريا، حيث هيأ له طل الشروط، لقضاء تربص إعدادي وسياحي على مدى أسبوع واحد، تخللته أربع مقابلات ودية مع عدد من الفرق المغربية..مبادرة أفاداسية تستحق التنويه، وتقدم الدليل على أن الرياضة بإمكانها أن تساهم في تقوية أواصر العلاقات بين الدول
يمكن اعتباره واحدا من أهم انجازات نادي “أفاداس” البيضاوي لكرة القدم، مع بداية الموسم الرياضي 2022 / 2023 ، حينما فكر في استضافة فريق نسائي قادم من نيجيريا “غرين وايت غرين”، طيلة أسبوع ما بين 02 و 08 أكتوبر الجاري، ونظم له تربصا إعداديا من خلال فتحه أبواب ملعبه للقرب بعين السبع لإجراء حصص تدريبية، بالموازاة هذا، هيأ له برنامج لقاءات ودية مع عدد من الفرق المغربية بدايتها كانت مع الوداد البيضاوي يوم الاثنين 03 أكتوبر، بملعب “أفاداس” سافر بعدها بيومين لمدينة تمارة وواجه فريق “وفاء تمارة، قبل أن يجري آخر مقابلتين، الأولى يوم الجمعة 07 من الشهر نفسه ضد “سبورتينغ” بالملعب البلدي “كوسيمار”، وكان الختم بملعب القرب بعين السبع يوم السبت 08 أكتوبر ضد فريق “أنوار المستقبل”.
أهمية هذه الاستضافة الأفاداسية تتجاوز حدود الرياضة أو كرة القدم، لتساهم في تكريس الحضور الاستراتيجي المغربي بالقارة الافريقية بشكل من الأشكال، وتقدم صورة مضيئة عن المغرب ككل، لما تأتي المبادرة من مجرد جمعية رياضية، قادها حسن تفكير مسيريها، ألى أن تنفتح وتمد جسور التقارب مع بلد من قيمة نيجيريا سواء كرويا أو على مستوى ثقلها السياسي والاقتصادي في القارة السمراء ككل، فضلا عما تمر به العلاقات بين هذا البلد والمغرب من تميز وانسجام..
اختيار أن يستضيف نادي “أفاداس” فريق نسوي لكرة القدم، كان موفقا بالنظر للتوجه العام للجامعة الملكية لكرة القدم في تحقيق نهضة كروية نسائية، من خلال توفير كل الوسائل لتكريس ممارستها داخل كل الأندية القوية، بعد أن ظلت لسنوات مهمشة من طرفها، وحكرا على فرق بعينها، والاحتكاك مع مدارس كروية من هذا الحجم، أكيد سيعود بالنفع على فرقنا المغربية المفتقدة للتنافسية في أعلى مستوى..
جانب آخر من أهمية اسقبال فريق “غرين وايت غرين” من طرف نادي “أفاداس”، هو ترأس وفده من طرف شخصية رياضية لها قيمتها وثقلها وهو أحمد كامبي، والسبب أنه يبقى من أقوى المرشحين لرئاسة الاتحاد النيجيري لكرة القدم، وهو ما يؤكد القيمة الحقيقية لهاته الاستضافة، وما قد يترتب عنها مستقبلا بخصوص العلاقات الأفاداسية مع هذا البلد على مستوى الاستفادة من خبرته وتجربته على مستوى أكاديميات التكوين.
تضمن برنامج الاستضافة فضلا عن الشق الرياضي، وهو ما تكفل به نادي “أفاداس” ، شق سياحي أوكل أمره إلى وكالة متخصصة نظمت للفريق النيجيري عدد من الزيارات لاكتشاف جمال المغرب وغناه الحضاري، وما يزخر به من مآثر تاريخية..
نادي “أفاداس” البيضاوي لكرة القدم، هو المبادر إلى الدعوة حسب تأكيد رئيسه رشيد نصراوي، وهو من ربط الاتصال بالسفارة المغربية بنيجيريا لإخبارها بأنه سيستضيف فريق “غرين وايت غرين”، حتى يسهل كل الإجراءات الكفيلة بتيسير سفرهم إلى المغرب وتحديدا إلى مدينة الدار البيضاء. ما أن وصلوا أول يوم إلى ملعب القرب بعين السبع، حتى وجدوا في استقبالهم المكتب المسير الأفاداسي بكل حب وبما يقتضيه كرم الضيافة المعروف به المغرب والمغاربة.
عموما لم يدخر نادي “أفاداس” جهدا في توفير كل الظروف والأجواء المناسبة التنظيمية واللوجستيكية، حتى ينتاب الفريق النيجيري والطاقم المرافق له الإحساس بأنهم في بلدهم الثاني، إذ لم يترك أي شيء للصدفة، بل كان في غاية التنظيم، ولهذا السبب قدم رئيس الوفد أحمد كامبي عرضا لرئيس النادي رشيد نصراوي للحضور إلى نيجيريا، للتعرف على الاكاديميات هناك والبنيات التحتية وأشهر الفرق النيجيرية، وكان الرد أنه سيجري التفكير في هذا الأمر، قبل تقديم جواب نهائي خلال الشهور القادمة. هنيئا للمكتب المسير لنادي “أفاداس” البيضاوي لكرة القدم، ولكل مكوناته على هذه الخطوة النوعية، المنسجمة مع التوجه السياسي العام للبلد نحو افريقيا.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.