يرتبط عيد الفطر المبارك بتحضير أنواع مختلفة من الحلويات والتي يشكل السمن والزبدة مكوناً أساسياً في معظمها، وكاحتفالية بهذه المناسبة يجد الشخص نفسه ملزماً بتناولها وهو ما قد يهيج القولون لديه وتظهر أعراض ربما تتسبب في إفساد فرحة العيد.
ماذا تقول الدراسات؟
تم تحديد الارتباط بين تناول الأطعمة الدهنية وتحفيز أعراض القولون في عدد من الدراسات. على سبيل المثال كشفت دراسة استقصائية شملت 300 مريض مصاب بمرض القولون العصبي أن 44% ربطوا بين تناول الأطعمة الدهنية (الأطعمة المقلية والبيتزا والقشدة) مع تهيج الأعراض لديهم.
ووجد استطلاع آخر أن أكثر من نصف المشاركين بقليل من المصابين أدركوا أن الأعراض نتجت عن تناول هذه الأطعمة، ومن الأعراض: آلام وانتفاخ البطن، وزيادة الغازات وتغير الإخراج.
الآثار الضارة لتناول الأطعمة الدهنية في القولون العصبي
تم اقتراح عدد من الآليات التي تفسر الآثار الضارة لتناول الأطعمة الدهنية في القولون العصبي، منها أن تناول الدهون قد يبطئ نقل الغازات المعوية، وأكثر ما يكون في حالة الأشخاص الذين يعانون القولون العصبي مقارنة بالأصحاء.
وفحصت إحدى الدراسات هذه التأثيرات عن طريق ضخ الدهون في الأمعاء الدقيقة للمشاركين ووجدت أن هذا يزيد من الألم وعدم الراحة لدى المرضى. تتضمن التفسيرات الأخرى أن الدهون تؤدي إلى استجابة مفرطة للقولون ووجود فرط الحساسية الحشوية.
تؤثر الدهون كذلك في نشاط حركة الأمعاء وهذا يعني أنها يمكن أن تؤثر في معدل وكفاءة عملية الهضم لدى بعض الناس، وكثير من مرضى القولون العصبي لديهم حساسية شديدة لهذا، فكل شخص لديه مستويات تحمل مختلفة لبعض العناصر الغذائية مثل الكربوهيدرات والدهون لذلك كلما زاد التحسس للدهون الغذائية انخفض مستوى تحملها
تناول الأطعمة الدهنية يرهق القولون
ما يجعل الدهون عبئاً ثقيلاً على القولون هو تسببها في سوء امتصاص الحامض الصفراوي، وهو مادة يكونها الكبد من الكوليسترول. يقوم الكبد بإفراز الأحماض الصفراوية بعد تناول الطعام وخاصة الوجبات الغنية بالدهون في العيد، وهذا لأن دورها الرئيسي هو المساعدة في هضم الدهون.
عادةً ما تساعد الأحماض الصفراوية في هضم الطعام أثناء تحركه على طول القناة الهضمية حتى نهاية الأمعاء الدقيقة التي يتم فيها امتصاص معظم الأحماض الصفراوية وتتحرك بعد ذلك إلى الكبد وتعلق هناك حتى الوجبة التالية.
لا تحدث إعادة امتصاص الأحماض الصفراوية بشكل كافٍ لدى بعض الأشخاص مما يؤدي إلى سوء الامتصاص الذي يتسبب في تدفق الأحماض الصفراوية إلى القولون بدلاً من العودة إلى الكبد. عندما ينتهي الأمر بالكثير من حامض الصفراء في القولون فإنه يسحب المزيد من السوائل مما يتسبب في الإسهال وأعراض مشابهة لحساسية الدهون.
وتشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 20%-30% من مرضى القولون العصبي المصحوب بالإسهال قد يكون لديهم سوء امتصاص الحامض الصفراوي ولكن غالبًا لا يتم تشخيصهم.
ويمكن أن يكون سوء الامتصاص هذا نتيجة أيضاً لحالات الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون وجراحة معينة في الأمعاء وبعض أمراض الجهاز الهضمي. عادة ما يتم تشخيصه عن طريق فحص خاص وهي حالة قابلة للعلاج.
هل يوجد دهون مناسبة؟
لا يوجد دليل يشير إلى أن أنواع معينة من الدهون أفضل أو أسوأ في التعامل مع أعراض حساسية الدهون، ولكن من أجل صحة جيدة يُوصى بالتقليل من الدهون في عيد الفطر قدر الإمكان خاصة وأنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
تحتوي الدهون المشبعة على نسبة عالية من المنتجات الحيوانية مثل منتجات الألبان واللحوم وجوز الهند وزيت النخيل والعديد من المنتجات المعبأة. وأفضل الدهون هي الحامض الدهني أوميجا 3 (يوجد أكثر في الأسماك الزيتية) ودهون أوميجا 6 (يكثر في زيت فول الصويا وزيت القرطم وبعض المكسرات). ويشمل ذلك أيضاً الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في الأفوكادو وزيت الكانولا وزيت الزيتون وبعض المكسرات.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.