لم يكن تأسيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية سنة 1965 وليد وعي فجائي عفوي ،بل كانت إرهاصاته الأولية الحركة التقدمية الديمقراطية كخلفية رديفة للأحزاب السياسية الوطنية،خلفية مشعة اشتغلت على أهم محور وهو البعد المدني الاجتماعي المغربي . هي ذي مرجعية التأسيس بمعيار الوطنية الذي ماانفك يمضي بماضيه البهيج وعمله المتحدي لكل ألوان التضييق والإكراه في بعده التاريخي . تأسيس يحتاج لأكثر من وقفة لرواد العمل الجمعوي – (اطر جمعية المواهب للتربية الاجتماعية) – الأوائل بمغرب ما بعد الاستقلال .
إنها الذكرى الخمسينية (اليوبيل الذهبي Golden Jubilee) لجمعية المواهب الوطنية للتربية الاجتماعية ، بهذه المناسبة أقيمت ندوة صحفية بالمدينة العلمية فاس، بقاعة مؤتمرات مقر غرفة الصناعة التقليدية مساء يوم الجمعة 08 ماي 2015 . ندوة أثاثها المعرفي / التواصلي انحصر بين الإخبار بخط الفعل العمل الجاد للجمعية ، وأفق التطوير بالرؤية الواقعية المستقبلية .
افتتح الندوة منسق اللجنة الوطنية للذكرى 50 السيد عبد الله مسكيتو حيث رحب بمختلف المنابر الإعلامية الوطنية ، وفي معرض مداخلته لم يفوت الفرصة بإبلاغ شكره الموصول إلى كل المؤسسين الأوائل ، والترحم على من وافتهم المنية منهم . ثم تناول هوية جمعية المواهب للتربية الاجتماعية من حيث المنشأ والمسار التاريخي ، فضلا عن موقعها ضمن بنية شبكة العمل الجمعوي بالمغرب. مع التنصيص على القيمة المضافة لجمعية المواهب في الحقول الاجتماعية بقوة أنشطتها المندمجة مع الأوساط الاجتماعية المغربية بالتنوع .
مداخلة كذلك ارتكنت إلى التوصيف لعمل الجمعية ضمن حقبة تاريخية اتسمت ببناء دولة الحق والقانون… ، مع توسيع حقينة القول والسرد بالإنجاز الذهبي للجمعية في عدة مجالات تربوية /اجتماعية /ثقافية /فنية … واختتم افتتاحه بتلاوة نداء المواهب .
وبعد فتح باب الأسئلة ، تم تسجيل مجموعة من المداخلات التي تروم إلى معرفة دواخل جمعية المواهب للتربية الاجتماعية من حيث :
- العلاقة بين ماضي الجمعية البهيج والمستقبل الاستشرافي كوضعية تقتضي التطوير والتطور ،
- دستور 2011 والذي حصن عمل الجمعيات بمجموعة من الامتيازات ،وهل استفادت الجمعية من هذا المعطى ؟،
- أوجه اشتغال الجمعية على محاور التعليم / الدعم الاجتماعي / التواصل /الانفتاح /التوسع …،
- أهم محطات اليوبيل الذهبي الاحتفالي عبر ربوع المملكة ،
وبصدر رحب ، أكد السيد رزقي مقرر اللجنة الوطنية للذكرى 50، أن مسار عمل الجمعية يحكمه ميثاق شرف شرب من نخبه أوائل المؤسسين وارتشف منه مريدو الجمعية بالتواتر. ثم فصل القول في مجموعة من المحطات البارزة لعمل الجمعية ،منتقدا انبطاح وهرولة بعض جمعيات الريع النفعية نحو البهرجة “الاحتفال باليوم الوطني للمجتمع المدني يوم 13 مارس من كل سنة “…
وعرفت الندوة مكاشفة حقيقية تمثلت في الإنصات لجميع الملاحظات من قبيل إنشاء فروع جديدة وخاصة بالعالم القروي دون اعتماد مبدأ الصرامة كما ورد في العرض الأولي… / دور الجمعية في فيضانات الجنوب الأخيرة … / الاحتماء بالحصيلة الماضوية للجمعية… / التحديث والتشبيب …لكن الأجوبة حقيقة، لم تكن هروبا إلى الأمام ، بل حاولت أن تلامس واقع وضعية الجمعية المادية والتدبيرية … وعلى الأثر العائد في مجالات انشغالاتها الأولية ضمن مخططها السنوي وبرامج فروعها الوطنية …
وفي حوار مع السيد المصطفى زعبول وهو من الرواد الأوائل ،وناشط بالجمعية على صعيد المجلس الإداري للجمعية وفرع مكناس ،فقد أكد أن” الاحتفال بذكرى مرور خمسين سنة كاملة على تأسيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية ما هو إلا محطة تقويم لحصيلة نصف قرن من العمل الدؤوب ، وتثمين لإيجابياتها ، ومعالجة للإكراهات المسجلة، بضمان الفعالية والمردودية الوثوقية، وتحقيق للغايات الكبرى للجمعية على الصعيد الوطني . وهو كذلك محطة أساسية تعلن فيها الجمعية استعدادها لفتح نقاش مسؤول وجدي عام حول ملف الطفولة والشبيبة المغربية …”
الخلاصة التي التقطها جميع الحضور بالقاعة ،أن جمعية المواهب للتربية الاجتماعية تسعى في يوبيلها الذهبي إلى قراءة الماضي الذي ماانفك يمضي برواد التأسيس ، والحاضر الذي ما فتئ يجيء بأمل نحو المستقبل بجيل رواد المواهب الحداثيين .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.