مايزال الرأي العام المحلي بسطات يتداول وبمزيد من الترقب والانتظار ما سيسفر عنه القرار الذي اتخذه مسؤولوشركة النسيج “سيطافيكس” والرامي الى طرد أربعة عمال من الشركة وحرمانهم من حقوقهم القانونية الجاري بها العمل.
ولعله كان من الطبيعي أن تظهر على الساحة المحلية ردود فعل قوية ومستنكرة لحيثيات هذا القرار الذي يبدوا أنه سيضيف هؤلاء العمال وأسرهم الى طوابير العاطلين عن العمل بهذه المدينة التي وجد مسؤوليها المحليين صعوبات بالغة لمعالجة الملفات الاجتماعية العالقة ،الشيء الذي جعل العشرات من العاملات والعمال المنضوين تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يخرجون عن صمتهم للتعبير عن استيائهم وتذمرهم في اجتماع طارئ احتضنه مقر الاتحاد الاقليمي لسطات مساء يوم الأحد الماضيوالذي تدارسوا فيه سبل خروجهم من هذه الأزمة والحيف الذي طال زملائهم في العمل معلنين التصعيد جراء لا مبالاة المسؤولين المحليين تجاه قضيتهم وملفهم المطلبي القاضي بإرجاعهؤلاء المطرودين الى عملهم وحمايــة حقــوق العمال القانونيـــةالذيـــن أفنـــوا زهـــرة شبابهم داخــل هــذه الشركــة خدمـة لها ولزبنائها وتماشيــا مــع الاصلاحات الدستورية التي عاشتها بلادنا في الآونة الأخيرة .
وقـــد عبـــر المتضــررون المحتجون في بيان لهم بالمناسبة توصلت الجريدة بنسخة منه عن الحيف والاقصاء الذي طال ملفهم المطلبي،وعدم اكتراث المسؤولينالمعنيين لقضيتهم التي أسالت الكثير من المداد وأصبحت حديث الخاص والعام ،بالإضافة الى تنقيل العمال والعاملات من أماكن عملهم الأصلية وجعلهم في أماكن أخرى باتت خطرا حقيقيا يهدد حياتهم وقرروا التصعيد واتخاذ جميع الأشكال النضالية المشروعة الغير مسبوقة للدفاع عن حقوقهم وحق أسرهم الذين باتوا يعيشون الفاقة والتشرد والضياع وذلك بدءا بحمـــل الشـــارة والقيـــام بوقفـــات احتجاجية يوميــة أمـــام وداخــــل الادارة المعنيــــة .
إن المتضررين من هذا الطرد التعسفي رفعوا شعار لا لليأس والاحباط وقاموا بتقديم عدة ملتمسات ونداءات الى كل الضمائر الحية بالبلاد للتدخل العاجل من أجل إنصافهم ورد الاعتبار لهم ولقضيتهم على اعتبار أنهم شريحة من المجتمع المدني يعيلون أسر في حاجة ماسة الى كل متطلبات الحياة القاسية ،إذ وجدوا أنفسهم بين مطرقة الطرد التعسفي وسندان وغطرسة من بيدهم الأمر لا لشيء إلا أنهم التأموا فيما بينهم وجمعوا شملهم وأسسوا مكتبا نقابيا للدفاع عن حقوق الشغيلة المشروعة دستوريا .
وقد صدحت حناجر العمال المحتجين خلال هذا الاجتماع بشعارات طالبوا من خلالها الجهات المعنية بالتدخل العاجللحل هذا المشكل الذي أضحى كابوس يقض مضجع الطبقة الشغيلة التي مازالت تطالب بالحد الأدنى للأجر رغم الأعمال الشاقة التي يزاولونها داخل الشركة وانعدام الحريات الأساسية الجاري بها العمل كحرية التظاهر وحق الاضراب وتأسيس النقابات في زمن رفعت فيه الحكومة شعارات محاربة الفساد والمفسدين والحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة التي جاء بها دستور 2011 ،ونتمنى صادقين أن تصل صيحات المتضررين الى المسؤولين المعنيين رحمة بالعمال ورأفة بفلذات أكبادهم الذين ينتظرون العناية والاهتمام خصوصا في هذه الأيام التي توالت فيها المناسبات والمصاريف المرتبطة بها ،ناهيك عن غلاء المعيشة التي أنهكت القدرة الشرائية للمواطنين وساهمت في استحالة إذخار الأسر لمواجهة هذه المصاريف فهــــــل مــــن منقــــــــذ ..؟.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.