شكل موضوع “دينامية التنمية الترابية للأقاليم الجنوبية، الداخلة وجهتها نموذجا” محور محاضرة نظمتها، مساء أمس الثلاثاء، مؤسسة “منتدى المواطنين”. وشكلت هذه المحاضرة، الثالثة من نوعها التي ينظمها المنتدى، مناسبة لاستعراض المؤهلات الاقتصادية والطبيعية التي تزخر بها جهة الداخلة – وادي الذهب، ومناقشة قضايا ومعيقات التنمية بالجهة، والمساهمة في تقديم آراء وحلول لتجاوزها.
وقال الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إن المخطط الفلاحي لجهة الداخلة – وادي الذهب، الذي تمت بلورته بناء على المميزات الطبيعية والمناخية للمنطقة، يعتمد على نشاطين رئيسيين هما الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني.
وأكد السيد صديقي أنه تم اعتماد مقاربة سلسلة القيم كمنهجية لحكامة تدبير الإنتاج الفلاحي بهذه الجهة، من خلال الحرص على المراقبة والتتبع من الإنتاج الخام إلى المستهلك عبر جميع حلقات السلسلة الإنتاجية.
وأوضح أن الإنتاج الحيواني يعد القاعدة الأساسية للنسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بجهة الداخلة – وادي الذهب، خاصة تربية الإبل، مع توفر المنطقة على مساحات رعوية شاسعة تمتد على 13 مليون هكتار (نحو 90 في المئة من المساحة الإجمالية للجهة).
وأضاف السيد صديقي أن المميزات المناخية بالجهة توفر شروطا ملائمة للإنتاج النباتي (800 هكتار)، الذي يعتمد على السقي بضخ المياه الجوفية في إنتاج الخضراوات ذات القيمة المضافة العالية، والموجهة أساسا نحو التصدير.
وأشار إلى أن الوزارة اعتمدت ورشا مهيكلا لتحلية مياه البحر من أجل السقي مع الاعتماد على طاقة الرياح لتطوير مدار سقوي يمتد على مساحة 5000 هكتار، مما سيكون له وقع اقتصادي كبير على المنطقة.
ومن جانبه، أبرز رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بالأقاليم الجنوبية، محمد الأمين حرمة الله، أن جهة الداخلة – وادي الذهب تعرف انطلاقة تنموية هامة في مختلف القطاعات، وخاصة مع إطلاق استراتيجية النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وأضاف أن تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية سيفتح آفاقا واعدة أمام المنطقة، سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي، وذلك بالنظر لما يتضمنه من مشاريع كبرى تتطلب تضافر جميع الأطراف للنهوض بهذه الجهة.
ودعا السيد حرمة الله جميع الجهات المعنية إلى أن تسارع بوضع إطار قانوني محفز للاستثمار، من أجل تمكين جميع الفاعلين الاقتصاديين من رؤية واضحة حول مستقبل مشاريعهم، وكذا إحداث فرص جديد للاستثمار بالمنطقة.
ومن جهتها، قدمت رئيسة قسم التواصل والتسويق والتعاون بالمركز الجهوي للاستثمار بجهة الداخلة – وادي الذهب، سمية بكار، عرضا حول النموذج التنموي المندمج بالجهة، مع تسليط الضوء على المؤشرات السوسيو-اقتصادية الرئيسية بالمنطقة.
واستعرضت السيدة بكار نماذج لأبرز قطاعات الأنشطة التي يعتمد عليها اقتصاد الجهة، وفي مقدمتها الصيد البحري باعتباره قاطرة رئيسية للتنمية بتحقيقه لـ 65 في المئة من الإنتاج الوطني، والسياحة التي شهدت منحى تصاعديا خلال السنوات الأخيرة، من دون إغفال قطاعات أخرى كالإنتاج الحيواني والطاقات المتجددة.
كما قدمت لمحة عن أبرز المشاريع المرتبطة بقطاع التجهيز والبنيات التحتية، الذي يعد محورا أساسيا لتنمية الجهة، مثل الطريق السريع الرابط بين الداخلة وأكادير، ومشروع الميناء الأطلسي الذي سيتضمن مناطق صناعية ولوجستية.
وتركزت باقي التدخلات حول استعراض مجمل عناصر التنمية بجهة الداخلة – وادي الذهب، مع تسليط الضوء على عدد من الإكراهات التي تواجه المستثمرين والمقاولين الشباب خلال تسيير مشاريعهم الاقتصادية بالمنطقة.
ويعد “منتدى الوطنيين”، مؤسسة فكرية مستقلة تجمع قادة ومسيرين من مختلف القطاعات والمشارب (القطاعين الخاص والعام، والمجتمع المدني)، وتهدف إلى نشر أفكار واقتراحات مرتبطة بتنمية الوطن والمواطنين.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.