بمناسبة اليوم العالمي للمرأة انعم صاحب الجلالة نصره الله وايده محمد السادس بوسام ملكي على السيدة يامنة مورشيد عقاوي على مجهوداتها الجبارة والدائمة، و على تجربتها الطويلة في ميدان الصناعة التقليدية والعمل الجمعوي قدم لها الوسام من طرف السيد وزيرة الصناعة التقليدية بالعاصمة الادارية الرباط بحضور شخصيات سياسية واداري وجمعوية في حفل بهيج وسط زغاريد الاهل والاحباب والاصدقاء الدين عبروا عن فرحتهم من خلال النشيد الوطني وبعض الاغاني الوطنية الحماسية رفقة فرقة موسيقية وبالمناسبة قدم السيد عبد الحكيم الهلالي مدير جامعة الصناعة التقلبدية قصيدة شعرية تحت عنوان من اجلك اصوغ جميل الكلام واهدي احر وازكى السلام.
يأتي هذا التوشيح والتكريم اعترافا لها بمسيرتها النضالية في ميدان الصناعة التقليدية لأكثر من عشرين سنة من العطاء والتميز. هذا المسار النبيل والجاد في نفس الوقت، لم يكن ليبدأ إلا بالحب والغيرة الدائمة على الصناعة التقليدية والمنتوج الوطني المحلي، إيمانا منها بأنه منبع الهوية وسمو للإبداع الإنساني.
تتويجا لهذا المبدأ عملت السيدة يامنة مورشيد عقاوي، كرئيسة لغرفة الصناعة التقليدية بخنيفرة وميدلت منذ أكثر من عقدين من الزمن، أي منذ تأسيس الغرفة سنة 1993 إلى الآن شهد لها الزمن بذلك كأول رئيسة لغرفة مهنية بالعالم العربي والافرىيقي وكذلك بالإشراف على العديد من المشاريع التنموية التي أنعشت الصناعة التقليدية بالمنطقة، من خلال تنظيم المعارض الوطنية والمهرجانات الخاصة بالزربية التقليدية، وكذا تكوين النساء القرويات في ميدان حرفة النسيج، بالإضافة إلى مشاريع أخرى نبيلة همت التوعية والتحسيس وإدماج المرأة في سوق الشغل، وجعلها حلقة للتنمية الذاتية بالمناطق الحضرية و القروية. فكل هذا شهد لها بالكفاءة والحنكة والانسانية في حسن الاشتغال والتتبع والتدبير، وكذا عن سلوكها الحكيم النابع من مبدأ الحب والقناعة. كما ساقها إيمانها بأن كل مشروع تنموي انساني إلا وكان وراءه عمل علمي جاد، فكانت بذلك السباقة إلى عقد شراكة مع كلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال، همت التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التراث والتنمية المحلية والجهوية. كما أن حبها وعطفها قادها إلى عمل نبيل وهو الاهتمام بقضايا الطفل اليتيم والأطفال المتخلى عنهم، بمبدأ انساني عظيم كان شعاره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أنا وكافل اليتيم كهاتين إلى الجنة فأشار إلى السبابة والوسطى” ، وبه اشتغلت في العمل الجمعوي التضامني كرئيسة لجمعية الأطفال المتخلى عنهم والأيتام، وبذلك اكتملت صورتها العملية والانسانية على خط الصفاء والنقاء والتألق والعطاء.
فمسيرتها الطيبة وصمودها المستمر، ما كانا إلا ليجعلا منها نموذجا للمرأة الحديدية، التي استحقت كل الحب والاحترام والتقدير، من المسؤول والسياسي والإداري خاصة، ومن الصغير والكبير عامة. فهذا المسار العملي الجاد والناجع في تقديم خدمات للصناع والصناعة التقليدية خاصة و منطقة خنيفرة عامة، جعل منها سيدة أسرة أمازيغية تتنفس قضايا الجبل وتعشق التراث والثقافة المحلية والوطنية، لتعطي من كل جهدها ووقتها الكل بالكل.
كما أن انشغالاتها في رسم معالم هذه المسيرة النضالية التنموية الجادة، لم تكن لتنزع عنها صفة المرأة ذات المسؤوليات الأسرية اتجاه أسرتها، فكانت بذلك منبع الحب والتربية الحسنة والصادقة لأبنائها وبناتها وأحفادها، بل ولكل من عاش بجوارها وجالس عقلها الحكيم و استسقى من تجربتها في الحياة الإنسانية عامة.
فقد كان خير دليل على كونها المرأة الأم، ذلك النبات الحسن لثلة من أبنائها وبناتها الذين شربوا من منبع حكمتها، وساروا على خطاها النضالية المشهودة، في التعريف بالمنطقة وحاجياتها، وكذا قيادة وعي إنساني بالقضايا العامة للساكنة بالأطلس المتوسط . فهذا المثال الحسن والنقلة الطيبة لم تكن لتكون حاضرة بيننا لولا عرين تلك المرأة بالأطلس المتوسط الذي تزأر أسوده بعد كل انتصار على التهميش أو تصديا للظلم أو ضياع للحق في العيش الكريم.
هي إذن مسيرة نضال من سيدة مفخرة للتاريخ وللوطن الكبير على شساعة بقاعه، ومفخرة للأطلس على شموخ جباله، ومفخرة أسرة عريقة على خلق وطيبة سريتها، تلك هي المرأة، الأم، المناضلة، الأمازيغية السيدة يامنة مورشيد عقاوي، التي غيرت بمسيرتها النضالية في كل مناحي الحياة الصورة النمطية لنساء الاطلس المتوسط.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.