حلب الجريحة .. هل ذبحوك ؟ حلب تنوح قتلاها

حلب الجريحة .. تئن تحت رمادها
تحت دخان البارود
تحت براميل النار المحرقة
حلب الدم المسفوح المهراق
حلب الدم المسفوك في كل شوارعك
حلب بيروت زمانها
يوم قتل حنظلة ناجي العلي
حلب بغداد زمان دمارها
أناديك من هنا
من قلب وطنك العربي
لأعزيك موتاك
وقد ألبسوك الأكفان
حلب الدم لا شيء غيره
الدم يطلي جدرانك
الدم يسيل وديانا
الدم يجري بأحيائك الليله
والوحوش المفترسة تنهش لحمك
الدم يسيل ويجري وديانا
والعالم المتحضرالآن ..آه
إنه يشهد مجزرتك
فالموت ينزل من السماء الأحمر
والثكلى والأرامل واليتامى ها هنا
الكل فوق برميل بارود
والنساء والأطفال الصغار ماتوا
فلا حياة فيك بعد اليوم يا حلب
فلا عصافير تطير في سمائك
ولا أطفال يلعبون في أزقتك اليوم
الكل مشروع جثث
تنتظر مصيرها المحتوم
جيوش العار والذل
تقتل شعبها
عيب أن نسميها باسم نظامها
إنها ميليشيات ومرتزقة
إنهم مغول و تتار زماننا
يطلقون الرصاص بلا رحمة
فكل شيء يتحرك هدفهم
وكل بناء غير محرم عليهم
فلا المدارس ولا المستشفيات
و لا الملاجيء ..
الكل فيك يا حلب يقصف
جهنم تحكي عليها حلب
لهيب النار
يحرق و يرهب و يخيف
وتترآى خيوط النار ليلا
في سمائك يا حلب الجريحة
ويضيء ليلك الطويل
خوفا ورعبا
الموت في كل مكان
دوي المدافع وصوت الرصاص
غذاؤك وعشاؤك يا جريحة
يا حلب الدم ..
الدم المسفوك
سوريا الجريحة تعد قتلاها
تكسرت شوكتها
يذبح الآن أطفالها الصغار
تهدم أسوارها
في هجوم بري جوي وبحري
روسي همجي بربري
يسابق الزمان
ليبقى حكم النظام
ليحكم الخراب
والظلام والدمار
كل شيء فيك أيتها الجريحة مات
كل شيء في مدينة
كان اسمها حلب
قتل قتلا فضيعا
فرائحة الموت تشمها
في أي شبر من أرضك يا حلب
بيروت الثانية أنت يا حلب
جرحوك ودمروك
لما كنت يوما شامخة
كان فيك الكاتب والشاعر والعالم الفلكي
واليوم جاؤوك و شعارهم
اقتلوهم .. دمروا بيوتهم فوق رؤسهم..
هجروهم نحو المجهول
وتبقى أنت يا حلب الجريحة
ذكرى حزينة
في قلوب الأمة الثكلى..

كتابة بقلم : عبد الرحيم هريوى