تحتضن مدينة العيون، خلال الفترة الممتدة بين 24 و27 دجنبر 2025، فعاليات النسخة الثالثة لملتقى العيون للصحافة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، تحت شعار: “الصحافة في خدمة القضية الوطنية… رؤية مشتركة”،الذي ينظمه نادي الصحراء للصحافة والتواصل، بمشاركة صحفيين، خبراء، وأكاديميين من مختلف البلدان، في محطة إعلامية مميزة تأتي في ظرفية وطنية وإقليمية حافلة بالتحولات.
ويأتي تنظيم هذه النسخة بدعم وشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ” قطاع التواصل ” ، وولاية جهة العيون الساقية الحمراء ، وشركة فوسبوكراع والمركز الجهوي للاستثمار بالعيون، في لحظة تاريخية دقيقة من مسار القضية الوطنية، وفي سياق متسارع يرسّخ المكاسب المغربية في ملف الصحراء. فقد شهدت السنة الجارية حدثين محوريين يعكسان قوة الدبلوماسية المغربية ووضوح رؤيتها الاستراتيجية:
أولا، صوت مجلس الأمن الدولي بشكل صريح على اعتبار مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الخيار الأمثل والوحيد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، ما أسهم في إنهاء عقود من الضبابية، وأكد الوجاهة السياسية والقانونية للموقف المغربي، وفتح آفاقا جديدة أمام التنمية والاستقرار الإقليمي.
ثانيا، أصدر جلالة الملك محمد السادس نصره الله قرارا ساميا بجعل 30 نونبر عيدا للوحدة الوطنية، تخليدا لملحمة استرجاع مدينة العيون سنة 1975، وترسيخا لثقافة التلاحم الوطني بين العرش والشعب، وإبرازًا لمركزية الصحراء المغربية في الذاكرة الجماعية للمغاربة وفي مستقبلهم.
وتضع هذه التطورات الكبرى مسؤولية مضاعفة على عاتق الإعلام، الذي أصبح مدعوا أكثر من أي وقت مضى إلى بناء خطاب مهني، رصين، وموحد، يشرح للعالم جاذبية مشروع الحكم الذاتي كنموذج واعد للتدبير الترابي، ويواكب التحولات السياسية والدبلوماسية ويحصن المكتسبات الوطنية. كما يفتح هذا النموذج آفاقا لتجربة إعلامية جديدة داخل الأقاليم الجنوبية، أساسها القرب، والمهنية، ودعم الاعلام والالتزام بخدمة المصلحة الوطنية العليا.
ويأتي الملتقى، المنظم بتعاون مع المدرسة العليا للتكنولوجيا ليترجم هذا التوجه، من خلال ندوات كبرى تتناول محاور ، دور الإعلام في إبراز النموذج التنموي المتقدم بالأقاليم الجنوبية. والصحافة والدبلوماسية الرسمية وعلاقاتها بتحصين مغربية الصحراء. وتطور مبادرة الحكم الذاتي في ضوء الاعترافات الدولية المتصاعدة.
وفي السياق ذاته، يحتضن المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم في دورة تاريخية منتظرة، تشكل أكبر محطة قارية من حيث التغطية الإعلامية، بالنظر إلى البنية التحتية المتطورة التي راكمتها المملكة والتجربة التنظيمية الرفيعة التي رسختها في السنوات الأخيرة. ويمنح هذا الحدث القاري فرصة إضافية للإعلاميين المشاركين في الملتقى للانفتاح على دينامية رياضية عالمية، تساهم في تعزيز صورة المغرب كقوة صاعدة في المجال الرياضي.
كما سيعلن عن اختيار أفضل ثلاثة رؤساء اتحادات لكرة القدم في إفريقيا والشرق الأوسط، وفق معايير موضوعية مستوحاة من منظومة الفيفا، اعترافا بالقيادة الناجحة والتسيير النموذجي في تطوير كرة القدم على المستويين الإقليمي والدولي.
كما تتيح الورشات الإعلامية مساحة لتكوينات متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والصحافة الرقمية، والتصوير الصحفي كأداة للدبلوماسية الناعمة، وأخلاقيات المهنة، والإعلام الرياضي في سياق التحضير لكأس العالم 2030.
وسيتوج الملتقى بتنظيم حفل لتسليم جوائز الفائزين في مسابقة التصوير الفوتوغرافي المنظمة من طرف نادي الصحراء للصحافة والتواصل ونادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي بأقاليم العيون، السمارة، بوجدور، وطرفاية، وهو اعتراف رمزي وإبداعي بقوة الصورة في نقل الحقيقة وكسر الدعاية المضادة.
ويطمح النادي من خلال هذا الملتقى إلى جعل العيون فضاء للحوار، وتبادل الخبرات، ونبذ الخلافات، وتكريس روح التعاون بين الصحفيات والصحفيين من مختلف البلدان، في أفق بناء إعلام مسؤول وجاد، قادر على الدفاع عن القضايا العادلة، وتعزيز صورة المغرب كفاعل رئيسي في استقرار محيطه الإقليمي.
وسيختتم هذا الحدث البارز بـ “إعلان العيون” الذي سيعكس التوصيات العملية لبناء إعلام موحد، حديث، ومسؤول، منخرط بوعي في خدمة القضية الوطنية الأولى.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



