عمر هلال: المغرب يفرض واقعيته في ملف الصحراء.. والحكم الذاتي هو الخيار الوحيد أمام الأمم المتحدة

عبد الله مشنون
كاتب صحفي ومحلل سياسي مقيم في إيطاليا ،
مهتم بالشؤون العربية، قضايا الهجرة وحقوق الإنسان.
يعكف على متابعة وتحليل الأحداث العربية والدولية،
مع تعزيز قيم الحوار، التسامح، والتعايش بين الثقافات.

أكد السفير عمر هلال، المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن أي حل لقضية الصحراء المغربية يجب أن يتم وفق رؤية المملكة الوطنية وثوابتها السيادية. وأوضح أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدّمها المغرب في 2007 تبقى الإطار العملي الوحيد الذي يمكن من خلاله تسوية النزاع بشكل واقعي وفعّال. وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أكّد هذه المرجعية في قراره الأخير، مشدداً على ضرورة أن يكون الحل ضمن السيادة المغربية.

وفي تصريحاته الأخيرة لقناة الغد، وصف هلال القرار الأممي رقم 2797 بأنه انتصار دبلوماسي مهم للمغرب، مؤكداً أنه يعكس جهود الملك محمد السادس في بناء تحالفات دولية ودبلوماسية متينة، قائمة على الصبر والواقعية في التعامل مع الجيران والأمم المتحدة. وأضاف أن القرار الجديد يمثل نقطة تحول، حيث يؤكد أن الحكم الذاتي هو الإطار الوحيد الممكن للتسوية.

وأوضح هلال أن القرار الأممي أشار إلى مبادرة الحكم الذاتي عدة مرات، ما يجعلها المرجعية الأساسية لأي مفاوضات مستقبلية. وأكد أن الاستفتاء الذي كانت الأمم المتحدة تناقشه سابقاً لم يعد مطروحاً، وأن المجتمع الدولي تجاوز هذه الآلية منذ عقود. وأشار إلى أن أي نقاش حول حلول بديلة لا يستند إلى أي مبادرات عملية أو مستدامة.

أشار السفير المغربي إلى أن أكثر من 120 دولة، بينها دول أوروبية ودول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ترى في الحكم الذاتي الحل الواقعي والعادل للنزاع. وأكد أن الوثيقة الوحيدة المعتمدة لدى الأمم المتحدة هي المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأن أي اقتراحات أخرى لم تظهر منذ خمسين سنة.

وعن دور الولايات المتحدة، قال هلال إن الدعم الأمريكي مهم، لكنه يأتي كتتويج لمسار دبلوماسي طويل قاده المغرب بنفسه على مدار سنوات، مشدداً على أن المغرب هو من أنشأ الأرضية السياسية والديبلوماسية اللازمة لتبني هذا الموقف الدولي.

أوضح هلال أن القرار الأممي حدد الأطراف الرئيسية في النزاع: المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو، وأن المملكة تسعى دائماً إلى حل تفاوضي مقبول لجميع الأطراف. وأضاف أن المغرب مستعد للتفاوض بسرعة لإنهاء النزاع، مع الاستمرار في تطوير البنية التحتية والخدمات العامة في الأقاليم الجنوبية، مؤكداً: “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها”.

أكد هلال أن المغرب منفتح على الحوار مع الجزائر، وأن الهدف هو تعزيز التعاون والأخوة بين البلدين. كما شدد على أهمية إيجاد حل سريع لسكان مخيمات تندوف، لضمان عودتهم إلى وطنهم تحت ضمانات دولية، مع التأكيد على أن الملك محمد السادس هو الضامن الأكبر لحقوق العائدين.

ثوابت وطنية واضحة

اختتم هلال حديثه بالتأكيد أن المغرب سيظل محافظاً على الثوابت الوطنية، بما فيها السيادة والوحدة الترابية والحدود والعلم الوطني، بينما يمكن مناقشة التفاصيل الأخرى ضمن إطار مبادرة الحكم الذاتي. وأوضح أن المملكة استثمرت مبالغ ضخمة خلال العقد الأخير في تنمية الأقاليم الجنوبية لضمان حياة كريمة للسكان وإظهار أن الصحراء جزء أصيل من المغرب المتقدم.