موريتانيا : لماذا يتمادى ولد عبد العزيز في استفزاز المغرب؟

voltus16 أغسطس 2016آخر تحديث :
موريتانيا : لماذا يتمادى ولد عبد العزيز في استفزاز المغرب؟

بعد مرور عدة أيام على مؤتمر القمة العربية الأخير، يحق لنا التساؤل عن الدواعي الكامنة وراء قيام النظام الموريطاني بسلسلة من الاستفزازات الخطيرة ضد المغرب في محاولة لتقويض العلاقات التاريخية المبنية على حسن الجوار بين البلدين الشقيقين. تهدف هذه الاستفزازات إلى كسب ود ورضى أنظمة ديكتاتورية معروفة في شمال القارة السمراء. ذلك أن ولد عبد العزيز، الذي وصل إلى السلطة بواسطة انقلاب عسكري، يعلم جيدا أن نظامه المدعوم ببضع وحدات من الدرك وبحفنة من الجنود القليلي التكوين والرديئي التجهيز نظام ضعيف.

لهذا، ترتكز بشكل أساسي خطته التكتيكية المتمثلة في “وضع اليد على السلطة” على الدعم الخارجي الآتي من أنظمة ديكتاتورية (مصر والجزائر) و”إبعاد” قبائل الركيبات القوية المستقرة بشمال البلاد والمنشغلة بأكبر عملية تهريب يقوم بها عناصر من البوليساريو والجزائر، (تحويل المساعدات الإنسانية، تهريب المحروقات، إلخ..). ومن الأمثلة على الاستفزازات الموريطانية التي استهدفت المغرب، نذكر تنظيم القمة العربية لرؤساء الدول العربية رغم أنف المغرب الذي أعلن عن موقفه الرافض لتنظيمها. ثم هناك التصويت السلبي (امتناع) بالاتحاد الأوربي ضد طرد صنيعة الجزائر. وأخيرا وليس آخرا، تقديم خريطة مبتورة للمغرب أمام أعضاء منظمة الوحدة الأفريقية. فضى عن ذلك، يبدو النظام الموريطاني ضحية لوسواس ما فتئ يقض مضجع رجاله وهو ناتج عن تقرب المغرب إلى السكان السود في الجنوب وفي الدول المجاورة. والأنكى من ذلك أن حصيلة نظام ولد عبد العزيز كارثية بكل المقاييس. فثلث الشعب الموريتاني يرزح تحت عتبة الفقر.

كما أن الجهاز العسكري الموريطاني لا يولي أدنى اهتمام لإرساء وتفعيل مبادئ المساواة بين مواطنيه. على خلاف ذلك، فهو قائم على النزعات القبلية والميولات العنصرية: الأقلية البيضاء (البضان) تستمر في الاستفادة من امتيازات وتوسعات السلطة على حساب الغالبية من السود (60 %) ومن الحراطنة (10 %). هكذا يتوجس نظام ولد عبد العزيزخيفة من علاقات القرب التي يمكن للمغرب نسجها مع هذه الجزء الكبير من الشعب الموريطاني من خلال تكوين الأطر والمنح الدراسية ودعم مشاريع المجتمع المدني الموريتاني. كما أن نفس النظام لا ينظر بعين الرضى إلى العلاقات الممتازة التي تربط المغرب بالدول المجاورة مثل مالي (في الشرق) والسينغال (في الجنوب).

متابعة : أحمد رباص


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

الاخبار العاجلة

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading