النهار نيوز المغربية:ع الرزاق توجاني
أثار تصريح نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، خلال حلوله ضيفاً على برنامج بثّته القناة الثانية وجمع ثلة من الشباب الممثلين لجيل “Z”، الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد قوله:
“أنا أتكلم بصفتي أميناً عاماً لحزب الاستقلال، وليس كعضو في الحكومة.”
تصريح بدا، في نظر مراقبين، بمثابة إشارة سياسية مشفرة من داخل التحالف الحكومي نفسه، وكأنه إعلان ضمني عن بداية مرحلة جديدة من التمايز بين الحزب وحكومة عزيز أخنوش، أو على الأقل محاولة من بركة لتخفيف الضغط عن حزب الاستقلال، الذي بات يُحمَّل جزئياً مسؤولية إخفاقات الحكومة في ملفات اقتصادية واجتماعية حساسة.
ففي الوقت الذي تشهد فيه الحكومة تراجعاً واضحاً في شعبيتها، وتنامياً في موجة الانتقادات من طرف الشارع المغربي، يبدو أن الاستقلاليين بدأوا يراجعون تموقعهم داخل الأغلبية، بحثاً عن مسافة أمان تحفظ للحزب رصيده السياسي وتاريخه الممتد لعقود.
مصادر من داخل الحزب تحدثت عن توتر صامت بين مكونات التحالف الثلاثي (الأحرار، البام، الاستقلال)، بسبب ما اعتبره الاستقلاليون “انفراداً بالقرار” داخل دواليب الحكومة، وتهميشاً لدورهم في قضايا محورية مثل التعليم والتشغيل والحماية الاجتماعية.
ويرى مراقبون أن نزار بركة، باختياره الحديث بصفته الحزبية لا الحكومية، أراد أن يوجّه رسالة مزدوجة:
من جهة، طمأنة قواعد حزبه الغاضبة من الأداء الحكومي؛
ومن جهة أخرى، التلويح بإمكانية إعادة تقييم العلاقة مع التحالف الحكومي إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه.
وفي ظل هذا السياق، يجد حزب الاستقلال نفسه أمام مفترق طرق حقيقي:
إما الاستمرار في حكومة تُتهم بالعجز والتخبط، مع ما يترتب عن ذلك من كلفة سياسية وانتخابية،
أو الانسحاب التكتيكي للحفاظ على رصيده الشعبي واستقلاليته التاريخية كقوة وطنية وسطية.
من جانبه، يسعى عزيز أخنوش إلى إظهار تماسك الأغلبية الحكومية، غير أن مؤشرات الواقع السياسي تشير إلى أن التحالف يعيش أزمة ثقة داخلية، تتغذى من التباينات في الرؤى والخيارات، ومن التململ الذي بدأ يظهر بين صفوف الاستقلاليين.
وبين من يرى أن الانسحاب من الحكومة سيكون “قفزة إنقاذ ذكية”، ومن يعتبره “مغامرة محفوفة بالمخاطر”، تبقى الحقيقة أن حزب الاستقلال يعيش لحظة دقيقة تتطلب حكمة سياسية وجرأة في اتخاذ القرار، سواء بالاستمرار في مركب بدأ يميل بفعل العواصف، أو القفز منه قبل أن يغرق بمن
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

