في وقت تحتاج فيه الأقاليم الجنوبية إلى إعلام جهوي قوي وفاعل، تعيش عدد من المقاولات الصحفية بالصحراء المغربية أوضاعًا صعبة تنذر بإفلاس محتوم. وفي مقدمتها جريدة “العيون الآن”، التي كانت لسنوات منبرًا جادًا يعكس نبض الجهة ويواكب قضاياها التنموية والوطنية.
في هذا السياق، وجه المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام بالصحراء رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، واللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة، يطلب فيها التدخل العاجل لإنقاذ هذه المؤسسات الإعلامية من الانهيار، بعد أن أصبحت تعاني من أزمة مالية خانقة أثرت بشكل مباشر على الطاقم الصحفي، الذي لم يتلقَّ أجوره منذ شهور، ويعيش أوضاعًا اجتماعية صعبة.
الرسالة لم تكن فقط صرخة استغاثة، بل تضمنت أيضًا مقترحات عملية، تدعو إلى مراجعة شاملة لسياسات الدعم العمومي، وتوزيعه بشكل عادل يراعي الإنصاف المجالي، ويدعم الصحف الجهوية الجادة التي تشتغل في ظروف صعبة بعيدًا عن المركز. كما شددت على أهمية تأهيل الصحافة الجهوية، وتوفير برامج تكوين مستمرة ترفع من كفاءة العاملين في هذا القطاع الحيوي.
ما يقع اليوم في العيون، ليس حالة معزولة، بل عنوان لأزمة بنيوية في العلاقة بين الدولة والصحافة الجهوية. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن تطفأ آخر شموع الصحافة المستقلة في الجنوب؟

اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

 
		

 
			 
			 
			 
			 
			 
			 
			