سطات.. فوضى عارمة تضع مداخيل السوق الأسبوعي للمواشي على كف عفريت

يعيش السوق الأسبوعي لبيع المواشي بسطات حالة غير مسبوقة من الفوضى والتسيب، حيث تحولت مساحاته الداخلية والخارجية إلى مجال مفتوح لكل أشكال العشوائية.

فخارج الأسوار، تصطف العشرات من السيارات والشاحنات المحملة بالخضر والفواكه، فيما يسيطر بعض الأشخاص على عملية جمع “الصنك” بطريقة تثير الكثير من علامات الاستفهام، في ظل غياب واضح لتدخل السلطات المحلية التي تكتفي بدور المتفرج أمام مشهد يصفه متتبعون بـ”الدراماتيكي”.

تراجع مقلق للمداخيل

مصادر مطلعة كشفت أن مداخيل السوق تراجعت بشكل مهول، إذ بالكاد تصل في أحسن الأحوال إلى 40 ألف درهم أسبوعياً، بينما تنخفض في أسابيع كثيرة إلى 30 ألف درهم فقط، وهو رقم بعيد كل البعد عن إمكانيات السوق الحقيقية وحجمه التجاري الكبير.

هذا التراجع انعكس بشكل مباشر على القوة التفاوضية للجماعة بخصوص السومة الكرائية، مما يضعها في موقع ضعيف أمام أي محاولة للمطالبة بمداخيل مرتفعة أو تثبيت تسيير مباشر ناجح.

التسيير المباشر.. ورطة الجماعة

التجربة التي خاضتها الجماعة في التسيير الذاتي للسوق تحولت إلى ما يشبه “القشة التي قصمت ظهر البعير”، حيث بات السوق عبئاً مادياً ونفسياً على المجلس، بدل أن يكون مورداً أساسياً للتنمية.

هذا الفشل جعل خيار الكراء يبدو اليوم ضرورة ملحة للتخلص من التسيير الذي أثبت محدوديته، ولم يحقق سوى متاهة من التبريرات والبحث عن الشرعية المالية دون جدوى.

نحو كناش تحملات جديد

المتتبعون يعتبرون أن الخروج من هذه الورطة لن يكون إلا عبر كناش تحملات صارم تضع شروطه السلطات المركزية، يضمن المنافسة الشريفة ويشترط تأمين المستخدمين بشكل إجباري.

وهنا فقط يمكن فتح باب التنافس بين الخواص وفق الضوابط القانونية، بعيداً عن العشوائية التي تميز الوضع الحالي.

بين الفوضى والمسؤولية

الواقع الحالي يطرح أسئلة محرجة: كيف يسمح لأشخاص خارج القانون بالاستفادة من مداخيل السوق وكأن الأمر يتم برعاية رسمية؟ أين دور السلطات المحلية في مواجهة الفوضى التي تنعكس على الساكنة والتنمية المحلية؟ وهل يمكن الحديث عن سوق عصري بمداخيل هزيلة وبنية متدهورة؟

في النهاية، يظهر أن الجماعة سقطت في اختبار التسيير المباشر، وأن سوق المواشي بسطات لم يعد بتلك الصورة التي يسوّقها البعض، بل تحول إلى ملف شائك يحتاج قراراً جريئاً من المجلس والسلطات الوصية لإنقاذه من براثن العشوائية وإعادته إلى سكته الصحيحة .