إدريس المؤدب ”
انتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي بإقليم تازة ، وثيقة موعد تخص سيدة لإجراء الفحص بالسكانير ، حدد التاريخ في 20 أبريل 2027 .
هذه الوثيقة انتشرت كالنار في الهشيم واستطاعت أن تجتاز الحدود وتتحول إلى مادة للسخرية عبر قنوات عالمية تجترها الألسن و تُحكى بطريقة إعلامية مبطنة بالغل والتشفي ، موجهة في الآن نفسه سهام النقد لوزارة الصحة والحماية الإجتماعية ، وإلى الخصاص الكبير الذي تعرفه مستشفيات المغرب في التجهيزات وضعف الخدمات ، وقلة الأطباء والممرضين والموارد البشرية .
وبالعودة إلى موضوع الكشف الذي أُجل بعد سنتين ، دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا العبث الذي ينخر جسم الصحة العمومية في بلادنا ما جعل المواطنين يضعون مجموعة من الأسئلة ستبقى معلقة بدون شك ، بالنظر إلى طريقة التجاوب مع كل التساؤلات السابقة ، والتي يكون مآلها الصمت أو بالأحرى سلة المهملات حتى تمر العاصفة بسلام ، دون حتى ترقيع ما يجب ترقيعه ، مادام الأمر يتطلب سنوات لإصلاح المنظومة الصحية التي تعاني من هشاشة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تواكب طموح المغاربة في الولوج إلى خدمات صحية تتماشى مع النمو الديموغرافي الذي عرفته البلاد .
فأن تنتظر سيدة سنتين لإجراء الكشف بالسكانير يعد بحد ذاته ( مهزلة ) و استهتارا بأرواح المواطنين كما قال أحد الظرفاء ( بغاو حتى يديرلها السكانير فالقبر ) دون الدخول في متاهات الولوج إلى مستشفيات لا تتوفر على الأدوية والأجهزة والموارد البشرية الكافية لاستقبال المرضى وإخضاعهم بعد الكشف عليهم لتلقي العلاجات الضرورية .
فهل السكانير الموجود داخل المستشفى لا يكشف إلا على حالة واحدة في الأسبوع ، ليتم تأخير الموعد لشهر أبريل 2027 للكشف عن حالة مستعجلة لسيدة مسنة تتطلب عناية خاصة .
المرضى والمرتفقين غالبا ما يصبون جام غضبهم على الأطباء والممرضين والإدارة لأنهم لا يتلقون عناية كافية داخل المستشفى الإقليمي إبن باجة بتازة ، دون أن يبحثوا عن مكمن الخلل الكامن في قلة الأطر الطبية والتمريضية والأدوية والتجهيزات الضرورية ، حتى الأطباء المنتقلين و الذين يخرجون في إجازات خاصة لا يتم تعويضهم ، الأمر ينطبق على الممرضات والممرضين الذين وصلوا سن التقاعد ويتم تعويضهم بممرضين متعاقدين مع المجلس الإقليمي برواتب هزيلة تنعكس سلبا على مهامهم الوظيفية .
ولكي نكون منصفين نذكر أن بعض الأطر الطبية على قلتهم الذين لازالو يمارسون مهامهم في هذا المستشفى لا يقومون بما يجب القيام به ، ويتعاملون مع المرضى والمرتفقين بعنجهية لا ثمت لأخلاق الطبيب بصلة ولا يحترمون أوقات العمل والمواعيد ، في المقابل تجدهم في المصحات الخاصة يحضرون وهم في أعلى درجات النشاط والحيوية و المردودية ، كأن المرضى الوافدين على مستشفى إبن باجة مواطنين من الدرجة الثانية ، لا ينطبق عليهم ما ينطبق على مرضى المصحات الخاصة .
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


