لوحظ في فترات الذروة خلال شهر رمضان الأبرك، استعار الأبواق الإعلامية بالعديد من المواد الإشهارية والتي تترأس قائمتها الشركات العقارية الكبرى، حيث يتم استغلال فترات الإفطار وما قبل الإفطار بإطلاق وابل كبير من الإعلانات وذلك باعتبار هذه الفترة من أكبر الفترات مشاهدة وتتبعا من طرف المواطنين للشاشات المغربية، والتي يعتبرها المواطن –أو ينتظر- أن تكون مرآة عاكسة للغنى الثقافي والحضاري الذي يتميز به المغرب.
إلا أن الإشكال الأكبر لا يكمن في الاخيارات – اللا ممغربة- التي تفرض على المشاهد المغربي، أو طبيعة المواضيع التي تعالجها؛ حيث نجد أن المواد المعروضة المتخللة للفقرات الاشهارية تفتقد –غالبا- لرسائل هادفة تمكن من صنع مواطن مغربي معتز بمغربيته، إذ تساهم في تغليب كفة الجبهات المعادية للهوية المغربية؛ لمن الطامة الكبرى هو الاستغلال المستعر الذي تعرفه فترات الذروة من قبل القنوات-المغربي- وبجانبها الشركات الاستثمارية الكبرى، ومن يتبين لنا أن الإعلام المغربي لازال ينظر للمواطن كمستهلك وليس كمورد لإنتاج الثروة ضاربا عرض الحائط كل التوجهات العامة للدولة المغربية وعلى رأسها توجهات المؤسسة الملكية.
ومن باب الأمانة العلمية يمكنن أن نذكر أن هناك بعض الفقرات التي تتماشى وطبيعة الهوية المغربية مثل : تاريخنا فخرنا، المرابطون، عبد السلام بن مشيش إلا أنها وللأسف تعرض على استحياء في فترات يكون فيها المواطن منشغلا بأداء شعائره التعبدية وبتناول وجبة السحور.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.