ما يزال الغموض يلف ملفات المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، حيث باتت تكتنفها تساؤلات ملحة حائرة بسبب ما يجري منذ أكثر من سنة، فبينما يواجه المرضى مآسي متعددة، تطفو على السطح شائعات عن وفيات غامضة في مصلحة جراحة الدماغ والأعصاب، يبرز ملف “حقنة 20 غشت” كأحد أبرز المحاور، التي أثارت جدلا واسعا، تلك الحقنة، التي تسببت في فقدان 16 مريضا لبصرهم إثر تلقيها، اذ ثبت أنها غير مرخصة من وزارة الصحة، ما يسلط الضوء على ضرورة التحقيق في مثل هذه الممارسات والتجاوزات المقلقة.
فالانتظار الذي يتجاوز السنتين دون احراز أي تقدم في هذه القضايا يثير القلق، خاصة مع تدويل هذه الملفات من قبل وسائل الإعلام. ومن هنا بات من الطبيعي ظهور حالة الارتباك وعدم الوضوح بشأن مصير الضحايا، الذي يعكس فشلا في توفير الرعاية الآمنة والموثوقة.
في هذا السياق، أود أن أوجه شكرا خاصا للسيدة النائبة البرلمانية نجوى كوكوس، التي أظهرت التزامها بحقوق المرضى من خلال طرحها للسؤال في قبة البرلمان حول هذه القضايا، فمن الضروري الاشارة الى ان جهودها حاليا تمثل بصيص أمل في سعي المجتمع لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين.
فقد بات من الضروري التنبيه ان السؤال، الذي طرحته السيدة النائبة يعكس قلقا مشروعا بشأن عدم جودة الخدمات الصحية المقدمة، حيث يعاني المستشفى من سوء المعاملة، ونقص الموارد البشرية، الى جانب تسجيل الظروف غير الإنسانية التي يعيشها المرضى. فهذه الاختلالات تدعو إلى ضرورة إجراء تحقيق شامل وإيفاد لجنة تفتيش مركزية للوقوف على التجاوزات وتحديد مسؤوليات كل طرف.
من الضروري التنبيه الى أنه قد آن الاوان للتحرك بشكل استعجالي، فالمستشفى الجامعي ابن رشد، الذي من المنتظر جدا ان يستقبل بعضا من حجيج كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، بحاجة ملحة للعودة إلى مسار الشفافية والنزاهة. كما يجب في اعتقادي الشخصي ان تسفر التحقيقات عن اصلاح الاوضاع وضبط كل المخالفين والمسؤولين عما يجري، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي، ولتكون الرعاية الصحية في هذا الصرح نموذجا يحتذى به في الجودة والصرامة والجدية والاحترام، وايضا للحرص على المحافظة على كرامة كل مريض.
كريم الكلايبي
عضو سابق بالمجلس الإداري للمركز الاستشفائي ابن رشد ممثلا لجماعة الدارالبيضاء
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
