أكادير تختتم النسخة التاسعة من مهرجان الصحراء الدولي وسط حضور جماهيري فاق 50 ألف زائر

abdelaaziz64 أغسطس 2025Last Update :
أكادير تختتم النسخة التاسعة من مهرجان الصحراء الدولي وسط حضور جماهيري فاق 50 ألف زائر

أسدل الستار، مساء اليوم الإثنين، على فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان الصحراء الدولي بأكادير، الذي نُظم على مدى أربعة أيام بساحة المصلى في الحي المحمدي، وسط أجواء احتفالية وثقافية جمعت بين التراث الصحراوي والأمازيغي، وعرفت حضورًا جماهيريًا غير مسبوق، فاق 50 ألف زائر من مختلف المدن المغربية، إلى جانب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين اختاروا ربط صيفهم بجذورهم الثقافية.

انعقد المهرجان هذه السنة تحت شعار “التلاقح الأمازيغي الحساني في مغرب الثقافات”، ونظمته جمعية منتدى الشباب الصحراوي بشراكة مع فعاليات من المجتمع المدني والمؤسسات العمومية. وامتدت فعالياته من 1 إلى 4 غشت، متضمنة عروض التبوريدة، سهرات موسيقية، معارض للصناعة التقليدية، وخيام تفاعلية تحاكي نمط العيش في الصحراء المغربية.

وتميّزت النسخة التاسعة بمشاركة فنية متنوعة، أحيى سهراتها فنانون ومجموعات تراثية من مناطق الجنوب وسوس والوسط، فيما استقطبت المعارض المصاحبة اهتمام العائلات والزوار المغاربة والأجانب، مما منح للحدث طابعًا احتفاليًا وسياحيًا واضحًا.

ورغم النجاح الجماهيري والتنظيمي للمهرجان، فقد عبّر عدد من الفاعلين الصحراويين المشاركين في التظاهرة عن استغرابهم مما وصفوه بـ”الغياب غير المفهوم” لبعض المسؤولين البارزين عن حضور الفعالية، في مقدمتهم والي جهة سوس ماسة، ورئيس مجلس الجهة، وعمدة مدينة أكادير.

واعتبر هؤلاء أن عدم حضور المسؤولين رغم أهمية الحدث وامتداده الثقافي والرمزي، “يوجه رسالة سلبية” قد تُفهم على أنها “لامبالاة بمكوّن ثقافي وطني أصيل”، خصوصًا وأن المهرجان يكرّس تلاقح الجنوب بالساحل الأطلسي، ويعزز دور أكادير كجسر حضاري بين سوس والصحراء.

وفق اللجنة المنظمة، شكّلت النسخة التاسعة نقلة نوعية على مستوى الإقبال الجماهيري، حيث تجاوز عدد الزوار عتبة 50 ألفًا، وشهدت الأيام الأربعة حيوية استثنائية في المنطقة المحيطة بمكان الحدث، مما ساهم في انتعاش الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط التجارة، والخدمات، ونشاط الفنادق والمقاهي.

كما عرفت الفعالية حضور جمعيات من العيون، كَليميم، طانطان، تزنيت، وإنزكان، ما عزز من انخراط النسيج المدني في إنجاح المهرجان، وأكّد عمق البُعد الوطني الجامع للثقافتين الحسانية والأمازيغية.

ويؤكد القائمون على المهرجان أن الغاية ليست الترفيه فقط، بل تجديد الالتزام الثقافي بالوحدة الوطنية، وترسيخ مبدأ أن التنوع هو قوة، لا تهديد. ويأمل منظمو المهرجان أن تواكب المؤسسات الرسمية مستقبلاً هذا الزخم، دعمًا لمبادرات المجتمع المدني، ومواكبة لنبض الشارع الثقافي الذي يعبّر عنه المغاربة من الجنوب إلى الشمال.

برغم الغياب الرسمي البارز لبعض الوجوه السياسية، يبقى مهرجان الصحراء الدولي بأكادير مثالًا حيًا على قدرة الثقافة على جمع الناس، وفتح آفاق جديدة للتمازج الحضاري، والدفاع عن القيم الوطنية الأصيلة في قالب احتفالي وفني متجدد.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading