إسبانيا تلقي الطعام من السماء… أهلاً بكم في موسم “المنّ الإسباني”!

Boufdam Brahim28 يوليو 2025Last Update :
إسبانيا تلقي الطعام من السماء… أهلاً بكم في موسم “المنّ الإسباني”!

 

بقلم: فاطمة الزهراء درار

في تطورٍ جديد على ساحة العبث الإنساني الدولي، خرج علينا رئيس الوزراء الإسباني، بكل جدية وصرامة، ليُعلن أن جيشه الهمام سيقوم بـ”إنزالات جوية” للمساعدات الغذائية على قطاع غزة، يوم الجمعة.

تخيلوا معي: طائرات حربية إسبانية، محمّلة ليس بالصواريخ ولا بأسلحة الناتو، بل بصناديق المعلبات والخبز اليابس، تحلّق فوق سماء غزة لترمي بأملٍ غذائي من ارتفاع آلاف الأمتار، وكأن السماء ستُنقذ ما فشل فيه ضمير العالم.

هل هذا مشهد إنساني؟ أم استعراض جديد في مسرح السياسة الدولية؟
نعم، نحن نعيش في زمن صارت فيه الكرامة تُرمى من الجوّ، بينما تظل الأرض غارقة في الدماء والحصار.
زمن صار فيه الجيش أداة “للشفقة الجوية”، لا لفكّ الحصار أو وقف القصف، بل لتوزيع الطعام على من حُرموا من الحياة قبل أن يُحرموا من الخبز.

الأدهى أن هذه الخطوة جاءت وكأنها فتح مبين.
يا لكرمكم يا أهل مدريد! أنتم الآن ترمون الطعام على غزة، حيث الأطفال لا يجدون الدواء، ولا الماء، ولا الكهرباء.
تُقصف بيوتهم نهاراً، وتُرمى لهم السردينات ليلاً!

أين كانت إسبانيا – الدولة الديمقراطية التي صدّعتنا بخطابات حقوق الإنسان – عندما كانت تُقصف المدارس والمستشفيات؟ أين كان “الجيش الإنساني” هذا عندما كانت الأمهات تلدن على الإسفلت، وتُبتر أطراف الأطفال في ممرات المستشفيات المهدّمة؟

لا يا سادة، لسنا بحاجة لطائراتكم، ولا لتعاطفكم الموسمي. نحن بحاجة إلى موقف، إلى كلمة حق، إلى ضغط حقيقي على آلة الإبادة.
غزة لا تريد الخبز من السماء… بل تريد أن تعيش على الأرض بكرامة.


اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Breaking News

اكتشاف المزيد من النهار نيوز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading