في وقت تتجه فيه الدولة إلى ترميم المؤسسات التعليمية المتضررة من زلزال الحوز، وتوسيع العرض المدرسي بالمناطق الجبلية المعزولة، تبرز حالة ثانوية ثلاث نيعقوب كمثال صارخ على الجمود وغياب التنسيق بين المتدخلين المحليين والقطاع الوصي. فبعد مرور شهور على انهيار بنايتها، ورغم الوعود المتكررة، ما تزال الأشغال متوقفة، والمصير الدراسي لمئات التلاميذ معلقًا بين الوعود والانتظارات.
هذا التعطيل المتعمد، والذي يتناقض مع الروح الوطنية التي سادت عقب الزلزال، يجعلنا نتساءل: من يملك الجرأة لعرقلة مشروع تربوي لفائدة أبناء منطقة منكوبة؟ وكيف يعقل أن يتم التراخي في ملف حساس من هذا النوع في ظل مجهودات الدولة وتعليمات جلالة الملك نصره الله بإعادة الإعمار والعدالة المجالية؟
إن الساكنة، التي تابعت بإحباط شديد تعثر بناء الثانوية، تطالب اليوم بفتح تحقيق نزيه في من يعرقل انطلاق الورش، وتناشد الجهات المعنية، إقليمياً ومركزياً، للتدخل الحاسم حماية لحق أبناء ثلاث نيعقوب في التعليم، وإعادة الثقة في الدولة ومؤسساتها، بعد أن فقدت المدرسة والبيت في زلزال لم يرحم، وها هي تكاد تفقد المستقبل بسبب حسابات لا علاقة لها بالمصلحة العامة.
اكتشاف المزيد من النهار نيوز
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.